بقلم: ليلى العثمان
منذ ولادتها حتى آخر لحظة في عمرها، تظل الأنثى ملاحقة ليس فقط بأوامر الزجر ولاءات الممنوع.
بل هناك ملاحقات تطاردها بشكل أسئلة فضولية سواء من أهلها أو من الآخرين.
بعضها مدهون بالعسل، وبعضها ملغوم بالسم. وفي الغالب لا توجه هذه الأسئلة إلى البنت مباشرة بل إلى أمها،
مثلا: ما تكاد تشب الصغيرة وتبدو عليها مظاهر التفتح حتى يأتي السؤال: هل بلغت؟.
وتكبر البنت، والسؤال: هل جاءها خطاب؟
وتكر المسبحة حين يجيء الخطيب: من العريس؟ ابن من؟ ما شهادته؟
هل حالته المادية 'زينة' هل أهله ناس طيبون؟ هل شكله معقول؟
وحين تتم الموافقة على العريس، تبدأ أسئلة أخرى: ما 'شبكتها' ذهب أو ألماس؟ وكم دفع مهرا؟
هل ستسكن مع أهله أم اشترى لها فيلا؟
وتمتد الأسئلة: متى يوم الزواج؟ هل سيكون في فندق خمس نجوم أم في صالة للأعراس؟
من أين أحضرتم ثوب الزفاف؟ من سيحيي الحفل من المطربين؟.
ويتم الزواج وتحبل العروس، فتتحول الأسئلة إليها: هل كشفت ـ بالسونار ـ لتعرفي جنس الجنين؟
ماذا ستسمين المولود أو المولودة؟.
وتمضي سنوات قليلة. ثم تأتي الأسئلة الأكثر لزاجة:
عساك مرتاحة معه؟ عسى ما يشرب المنكر ويؤذيك؟
عسى ما هو 'مغازلجي'؟ عسى ما هو كثير الأسفار؟ وهكذا...
فإذا كانت البنت مرتاحة وراضية بحياتها ومحافظة على أسرار بيتها سكتت الأسئلة.
أما إذا بدأ دخان الخلافات يتسرب من النوافذ فستهطل الأسئلة: هل ستطلبين الطلاق وتطالبينه بالنفقة والمؤخر والمتعة؟
هل ستأخذين الأولاد أم تتركينهم له ليتورط بهم؟
هل ستعودين لبيت أهلك أم تسكنين وحدك؟.
وتمضي سنوات ويأتيها السؤال: هل ستبقين عزباء؟ إن لجسدك عليك حقا.
هكذا تسقط الأنثى في بحر لا تحمل أمواجه إلا مزيدا من فضول الأسئلة.
وتهون حين تأتي من الأقرباء فقد تكون نوعا من العادات والتقاليد والمحافظة على صلة الرحم.
أما حين تأتي من الغرباء فإنها تعتبر 'بلاغة شف' وفضول مرفوض.
وحين تكبر البنت التي صارت أما، ويبتليها الله بمرض ما،
فإن الأسئلة لا تكف: ما مرضها؟ وعند أي طبيب تتعالج؟
وإن ماتت تجيء الأسئلة: هل تركت ثروة؟ هل سيتزوج زوجها بأخرى لتربي له الأولاد؟
ولولا بضعة من خجل لتساءلوا: هل ستدخل الجنة أم النار؟
بل هناك ملاحقات تطاردها بشكل أسئلة فضولية سواء من أهلها أو من الآخرين.
بعضها مدهون بالعسل، وبعضها ملغوم بالسم. وفي الغالب لا توجه هذه الأسئلة إلى البنت مباشرة بل إلى أمها،
مثلا: ما تكاد تشب الصغيرة وتبدو عليها مظاهر التفتح حتى يأتي السؤال: هل بلغت؟.
وتكبر البنت، والسؤال: هل جاءها خطاب؟
وتكر المسبحة حين يجيء الخطيب: من العريس؟ ابن من؟ ما شهادته؟
هل حالته المادية 'زينة' هل أهله ناس طيبون؟ هل شكله معقول؟
وحين تتم الموافقة على العريس، تبدأ أسئلة أخرى: ما 'شبكتها' ذهب أو ألماس؟ وكم دفع مهرا؟
هل ستسكن مع أهله أم اشترى لها فيلا؟
وتمتد الأسئلة: متى يوم الزواج؟ هل سيكون في فندق خمس نجوم أم في صالة للأعراس؟
من أين أحضرتم ثوب الزفاف؟ من سيحيي الحفل من المطربين؟.
ويتم الزواج وتحبل العروس، فتتحول الأسئلة إليها: هل كشفت ـ بالسونار ـ لتعرفي جنس الجنين؟
ماذا ستسمين المولود أو المولودة؟.
وتمضي سنوات قليلة. ثم تأتي الأسئلة الأكثر لزاجة:
عساك مرتاحة معه؟ عسى ما يشرب المنكر ويؤذيك؟
عسى ما هو 'مغازلجي'؟ عسى ما هو كثير الأسفار؟ وهكذا...
فإذا كانت البنت مرتاحة وراضية بحياتها ومحافظة على أسرار بيتها سكتت الأسئلة.
أما إذا بدأ دخان الخلافات يتسرب من النوافذ فستهطل الأسئلة: هل ستطلبين الطلاق وتطالبينه بالنفقة والمؤخر والمتعة؟
هل ستأخذين الأولاد أم تتركينهم له ليتورط بهم؟
هل ستعودين لبيت أهلك أم تسكنين وحدك؟.
وتمضي سنوات ويأتيها السؤال: هل ستبقين عزباء؟ إن لجسدك عليك حقا.
هكذا تسقط الأنثى في بحر لا تحمل أمواجه إلا مزيدا من فضول الأسئلة.
وتهون حين تأتي من الأقرباء فقد تكون نوعا من العادات والتقاليد والمحافظة على صلة الرحم.
أما حين تأتي من الغرباء فإنها تعتبر 'بلاغة شف' وفضول مرفوض.
وحين تكبر البنت التي صارت أما، ويبتليها الله بمرض ما،
فإن الأسئلة لا تكف: ما مرضها؟ وعند أي طبيب تتعالج؟
وإن ماتت تجيء الأسئلة: هل تركت ثروة؟ هل سيتزوج زوجها بأخرى لتربي له الأولاد؟
ولولا بضعة من خجل لتساءلوا: هل ستدخل الجنة أم النار؟
بقلم : ليلى العثمان منقول من جريدة القبس 31/7/2007