عزيزتي , اطفالكِ في بداية مرحلة المراهقة وهي من بعد سن العاشرة , وفي هذا السن لا ينفع الحث المباشر على الصلاة أو المكافآت أو ماشابه , فالمراهق يتسم بالعند واثبات رأيه ومخالفة رأي الآخرين حتى لو كانت على حساب الصلاة , وعلى رغم من إيمانه الشديد إلا أنه يصمم في رأيه ويهمل أي شئ به أمر مباشر ...
إن شاءالله تبتدي معهم برنامج من ثلاث مراحل متتابعه , ولكن عليكِ بالصبر والتنفيذ بكل دقة ..
المرحلة الأولى ,
هذه المرحلة تأخذ 3 أسابيع أو شهر , يجب فيها التوقف نهائيا عن الحديث في موضوع الصلاة فلا تأتي بذكرها من بعيد ولا من قريب والهدف من هذه المرحلة هو أن ينسى أولادكِ رغبتك في حثهم على الصلاة حتى يفصل بين علاقتك به وبين الحديث في هذا الأمر بمعنى أصح نترك التوتر في علاقتكِ بهم الذي يسببه حثك لهم على الصلاة .. وبهذا يشعر بالراحة والإرتياح من هذا التوتر والأوامر التي تلقينها بإستمرار , فيستعيد طفليكِ الثقة في علاقتكِ بهما , فوقت نصحك لهما يشعرا بالأذى النفسي كلما مرا بكِ أو تعرضا لكِ بأي حديث ودي أو لين لأنكِ بالطبع تنتهزي لحظات الصفاء بينك وبينهما وتتحدثي في موضوع الصلاة , حتى ولو باللين , فالأمر يقابله رفض من ناحيتهما .. ولكن إياكِ من التحدث في الأمر نهائيا في هذه الفترة ,,
المرحلة الثانية ..
هي مرحلة فعلك الصامت وتستغرق نفس الفترة السابقة من ثلاث أسابيع إلى شهر , وفي هذه المرحلة أيضا لن توجهي لهما أي نوع من أنواع الكلام ولكن كلها أفعال مقصودة وذات مغزى , مثلا ضعي سجادة صلاة جميلة أو جديدة يكون أفضل ( يعني ملفتة للإنتباه ومثيرة للإعجاب ) على كرسيه المفضل في غرفةالمعيشة أو تعمد وضعها على سريره أو أي مكان يفضله في المنزل ثم عودي لأخذها أو والدهم وفكري بصوت مرتفع أين سجادة الصلاة ؟ أريد أن أصلي , لقد تأخر الوقت على أداء الفرض ,, ياااه سيفوتني آداء الصلاة لقد نسيت تماما ( بلهفه وخوف ) , وممكن بين فرض وآخر سؤالهما عن الآذان ( حبيباي هل أذن المؤذن ؟ هل تتذكرا صليت فرضي أم لا ؟ ياالهي أصبحت أنسى بشكل رهيب ولكن إلا هذا الأمر , إلا الصلاة .. ) طبعا بسلامة نية وحديث عادي ولا تشعريهما بكلمه أو تعبير وجه أنكِ تقصدينهما بهذا الأمر , وهكذا في هذه الفترة حتى يطمئن لكِ أكثر أنكِ لن تأمريه بالصلاة وتبدأي في المرحلة الثالثة ..
المرحلة الثالثة .. وهو دور الأب ولابد منه ..
في هذه المرحلة يدعوهما الأب بشكل متقطع وليس بإستمرار حتى يبدوا الأمر طبيعيا , الى الخروج معه ومشاركته بعض الدروس الدعوية بدعوى أنه يريد مصاحبته وليس دعوته للخروج إلى الدرس .. مثلا حبيبي هل تأتي معي للخارج , صراحة اشتقت للمشي معك أنت وأخيك وصحبتكما الرائعة , وعندي درس ولا استطيع الذهاب بمفردي , فإذا رفضا اتركيهما ويكرر المحاولة مرة ثانية مع التقريب بينه وبينهما بإستمرار ومصاحبتهما وأخذ رأيهما في كل شئ , ولو ذهبا معه الدرس يعود ليناقشهما ويستمع لرأيهما بإهتمام وإنصات ويأخذ برأيهما أيضا .. وهكذا حتى يبدأا في السؤال عن الإلتزام والصلاة وماشابه بمفردهما , وبكامل إرادتهما ..
عزيزتي هذا مابأيدينا للمراهقين لأنها طبيعة مرحلة مع الدعاء من الله عز وجل فله مفعول السحر , أما الغصب والأمر او المكافآت فلا يجدي في هذه المرحلة .. موفقة أنتِ وكل الأمهات إن شاءالله ..
وقريبا سأكتب موضوع يخص كل مرحلة وكيفية التعامل معها للحث على الصلاة إن شاءالله