عزيزتي كان الله في عونك
الانسان خلقه الله ليكون ( إنساناً ) يخطئ ويصيب ويذنب ويستغفر . ولا يمكن بحال مهما كانت مكانة الانسان ومقامه وورعه وتقواه أن يصل إلى حدّ أن يكون فوق عتبة ( الخطأ ) و ( المعصية ) و ( الذنب ) .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون " .
لاحظي أنه يقول ( خطّاء ) ولم يقل ( مخطئ ) أو ( يخطئ ) وإنما قال ( خطّاء ) بصيغة تدل على أنه يخطئ ويخطئ ويخطىء .. ثم نبّه إلى أن خير الناس ليس الذي لا يخطئ إنما ( خيرهم ) هو الذي إذا أخطأ سارع إلى التوبة والاستغفار .
هذه حقيقة مهمّة ينبغي أن ندركها : أن الانسان من طبيعته ( الخطأ ) .
الحقيقة الثانية - والمهمة - : أن الرجل فيه ضعف طبعي عند ( النساء ) قال الله تعالى : " وخلق الانسان ضعيفا " قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو ضعف الرجل عند النساء .
الحقيقة الثالثة : أن الشيطان أحرص ما يكون على الافساد وخاصة ( الافساد بين الزوجين ) .
أخيّة ..
حين أقول لك أن الانسان من طبيعته الخطأ ، والرجل من طبيعته الضعف عند النساء ، فذلك لا يعني أنّي أبرر لك خطأ زوجك .. الخطأ يبقى ( خطأ ) ولا يمكن بحال أن يكون الخطأ في لحظة ما أنه شيء ( صحيح ) !!
لكن المراد من هذه المقدمة هو أن تتخلّي عن النظرة المثاليّة للأمور . فكون أن ثقتك بزوجك تهتزّ فهذا ليس سببه أن زوجك ( أخطأ ) لأن احتمال الخطأ شيء وارد .. إنما سببه أنك تضخمين نظرتك المثالية لزوجك ولمعنى ( الثقة ) .
كون أنك ( تثقين ) بزوجك هذا لا يعني بحال أنه لا بد ( أن لا يخطئ ) !
أخيّة ..
مع ما قررته لك من ضعف الانسان وطبيعة الخطأ كان يبنغي أن يكون هناك نوع من التحرّز من الأمور التي تزيد من هذا الضعف .
وجود خادمة في البيت أمر يكرّس الضعف .. قد تقولين هناك حاجة للخادمة .. لكن لو لاحظت أنك استطعت الاستغناء عن الخادمة في هذه اللحظة .
النصيحة لك :
- أن تحافظي على ثقتك بزوجك .
- المخطئ حين يخطئ هو بحاجة غلى من يساعده على تجاوز الخطأ لا من يفتح له باباً آخر للخطأ والخطيئة .
عدم قبولك له ، تقصيرك في إشباع حاجته ورغبته ، تباطؤك في صناعة الاغراء له .. قد يفتح له ( أبواب ) أخرى لا تلاحظينها وربما لن تكتشفيها إلاّ في لحظة فوات الأوان .
نعم أقول لك .. اهتزاز ثقتك به وشعورك بعدم القبول له لن يساعده أبداً على التصحيح والتحسّن .
وإن كان مرّ يوم من الايام وفي قلبك نسمة حب له .. فإن ( الحب ) يحتّم عليك أن تكوني عوناً لزوجك .
نعم .. لابد أ ن تستشعري أن مهمّتـك ان تكوني دافعة لزوجك غلى التصحيح والتحسّن، وأن يكون الأفضل بروح الحب والودّ والتسامح والتغاضي ..
- غيّري في واقعكما ... تخلّصي من الأمور التي تثير الغرائز أو تكرّس الوجود الشيطاني في البيت كوجود قنوات غير محافظة أو غناء وموسيقى وصور واختلاط ونحو ذلك .
- التفتي بجديّة إلى تحسين العلاقة مع الله سواء من جهتك أو من جهته . وأهم ما في ذلك الصلاة ..
كيف هو حالك أنت مع الصلاة ، وكيف حاله هو ايضا مع الصلاة ، وكيف هو واقعكما مع بعضكما في تعاونكما على الصلاة .
حسن العلاقة التي بينكما وبين الله تنعكس - بإذن الله - على حسن العلاقة بينكما ببعضكما .
وضعف العلاقة أو انقطاعها بينكم وبين الله ، يجعل من السهل انقطاع العلاقة بينك وبين زوجك لأي سبب كان .
لذلك التفتا بجديّة إلى شأن الصلاة .. إلى شأنكما مع القرآن .. إلى شأنكما في حب الله وتعظيمه .
- أكثري له ولنفسك من الدعاء . واسألي الله تعالى أن يصلح ما بينكما .
- امنحي زوجك الثقة . . وتصالحي مع نفسك .. وانظري للأمور في حدود واقعيتها وطبيعتها .
وتذكّري " فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراً " فقد يكون هذا الحدث وهذا الموقف نقطة تحوّل في حياتكما في التوبة والاستقامة والرجوع الى الله
وحيث إن المشكلة التي تواجهك تتمثل في الضعف الجنسي لرجل فيمكن أن أو نقسم الضعف الجنسي إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: عدم وجود الشهوة مع وجود القدرة عليها وسلامة الأعضاء.
النوع الثاني: عجز الرجل عن الجماع مع وجود الشهوة.
النوع الثالث: أن يكون هناك عجز عن الجماع مع عدم وجود الشهوة. وهذا الضعف يكون أشد أنواع الضعف.
ولعلاج المشكلة لابد أن نتعرف على السبب المؤدي لها، فهناك أسباب متعددة تؤدي إلى الضعف الجنسي، وفشل عملية الجماع بين الزوجين ومن ذلك:-
1- انشغال ذهن الزوج وقلقه أو حزنه لأمور خارجة عن الجماع وهذا يؤثر عليه في استحضار قوته للجماع فيجد صعوبة في الانتصاب وإتمام عملية الجماع.
2- معاناة الزوجين أو أحدهما من أمراض عضوية ( سكر – ضغط ) أو نفسية، تؤثر في القوة الجنسية أو يتناولان أحدهما نوعا من العقاقير المهدئة مما يضعف لديه الشهوة، أو يقلل القدرة على الجماع.
3- عدم اختيار الوقت المناسب للجماع، كأن يكون بعد طعام، أو وجود ضجيج أبناء،
أو تهيئة المكان...
4- عدم اهتمام المرأة بزوجها خاصة في مظهرها فلا تهتم بمظهرها ولا تقابل زوجها مقابلة حارة بل تقابله مقابلة باردة وفى ملابس المطبخ والغسل والكنس ثائرة الشعر فيؤدى ذلك كله أو بعضه إلى عزوف الزوج عن الإقبال على معاشرة زوجته.
5- أن يكون عمل الزوج شاقا مجهدا يستنفذ معظم طاقاته البدنية والعقلية.
6- الإحباط الناتج عن فشل عملية الجماع في ليلة أو ليال سابقة فيبقى معه أثر الفشل فيما يليه من اللقاءات ويسبب له قلقا شديدا يمنعه من إتمام الجماع والاستمرار فيه فيزداد الإحباط والفشل.
7- إقبال الزوجين على الجماع مباشرة دون مقدمات، من مداعبة وتقبيل وغيرها مما يمهد للجماع.
8- تباعد فترات الجماع فيكون بين المرة والأخرى أيام كثيرة أو أسابيع أو شهور وهذا التباعد يؤدى الى الزهد.
ولهذا ننصحك أختي الكريمة أن تتعرفي على سبب زهد زوجك بالمعاشرة، ومن ثم القيام ببعض الوسائل المجربة والناجحة لعلاج الضعف الجنسي لدى الرجل ومن ذلك:-
1- اقطعي الروتين المعتاد مع زوجك عند لقاء المعاشرة وذلك بتغيير الزمان أو المكان أو الوضع أو كل ذلك.
2- لا تصدقي كل ما يشاع عن الجنس فانه كلام مبالغ فيه فلا تعطيه أكثر من حقه وقدره في حياتك.
3- افتحي حوار المودة مع الزوج بعيداً عن موضوع المعاشرة، ثم تدرجي معه بمقدمات الجماع تدريجياً، ولا تجعلي عملية الجماع إجبارية.
4- الزوجة لها دور هام عند اللقاء فهي أعرف بمراكز التأثر والشهوة، واللذة كما أن الزوج له مراكز تأثير ينبغي أن تركز عليه المرأة.
5- ساعديه وسانديه في التخلص من المشاكل والقلق والتوتر فإنها أكثر أسباب عدم أتمام العملية الجنسية وحدوث الضعف الجنسي لدى الأزواج.
6- اعتني بنوعية الطعام والشراب المقدم له قبل المعاشرة، فهناك بعض الأطعمة والأشربه تساعد الزوجين وتحفز لديهم المقدرة الجنسية.
7- احذري من وصف الزوج بالضعف الجنسي، فهذا يعزز لديه المشكلة.
7- استشيري طبيبتك النسائية في مشكلة زوجك فقد توصف لك بعض الأدوية المساعدة، وقد تطلب منك عرض زوجك على طبيب تناسلية أو طبيب نفسي، وإذا كان الزوج يرفض ذلك فمن الممكن أن تذهبي أنت للطبيب النفسي وتشرحي له المشكلة والطبيب النفسي يقوم بدوره بالحديث مع الزوج بطريقة أو أخرى.
واعلمي أختي الكريمة أنك مع ما تعنينه من ضغط نفسي في طلبك لحق شرعي... فإنك مأجورة بإذن الله عز وجل لما تبذلينه من الصبر،من جل الحفاظ على زوجك وأبنائك...
واوصيك في الختام أن تكثري من دعاء الله عز وجل خاصة في أوقات الإجابة "الساعات الأخيرة من الليل" بأن يفرج الله همك ويصلح زوجك، وتعم السعادة في أرجاء بيتك.