بنت السيفالبتار
New member
- إنضم
- 14 يناير 2008
- المشاركات
- 531
مع انتصاف النهار والشمس الحارقة تنشر نورها اللاهب وتخترق النوافذ بلا استئذان,فاخترق شعاع نور نافذة بسمة كما كل النوافذ,فقامت وهي تلوي شفتها السفلى متذمرة ,وأمسكت بطرف الستارة وشدتها بعنف. ثم جلست على المقعد المقابل للتلفاز ,وأمسكت بعبلة التلفاز, وأخذت تقلب بين القنوات .فكل قناة في صَوب مختلف ما بين غناء وطرب ورقص ومجون وما بين طاولات مستديرة يلتف حولها سَاسة حتى هذا اليوم يبحثون عن حلولٍ باتت عقيمة لقضايا موزعة هنا وهناك .ففي سالف وقت كانت فقط فلسطين أما اليوم ففلسطين وأفغانستان والعراق والحبل على الجرار كما يقولون..و..وأكلمت فرها بين القنوات مابين مشايخ لم تعد تدرك من ينطق حقاً هذا يُموض الدين وذاك يقسم أنه على الحق المبين وآخر يظن بسبه لأصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أنه من الراشدين..وظلت هكذا حتى أطفأت الجهاز وقفزت في بالها فكرة لذيذة, لم لا تقوم لتصنع صينية من البسبوسة؟..فشمرت عن ذراعيها واتجهت للمطبخ وهي تدندن بقصيدة (طمنوا ستى أم عطا) لشاعرها المفضل تميم البرغوثي..وأخذت تصدح بصوتها وتقول كما قال
(طمنوا ستي ام عطا بإنه القضـية من زمان المندوب وهي زي ما هية
لسـة بنفاصل القنـاصل علـيها زي ما بتفـاصلي ع الملوخـية
لكـن اطمـني وصـلنا معاهم بين ستة وستة ونص في الميـة
بطلـع لهم يا ستي حيـفا ويـافا ولنا خرفيش وسيسـعة بـرية
ولنا دولة يحرسـها طير السـنونو يا ام عطا ولبسوه رتب عسكرية
والسنونـو إله نمو اقتصـادي والسنونـو إلـه خطط أمنـية
والسنونـو عم ينبذ العنف ويعلن إلتزامـه الكـامل بالاتفــاقية
ولنا برضه يا سـتي سجـادة حمرا تالسنونـو يأدي عليها التحـية......) ونست أنها وقت القيلولة وظلت تلوح بيديها مندمجة بإلقائها متناسية البقايا العالقة من الخليط في يديها فأخذت البقايا المتراشقة من يديها تلتصق بالحيطان حتى أنها ما انتبهت لأختها التى نالها بعض الرشقات من مزيج البسبوسة فأمسكتها أختها وقالت:يكفي يامجنونة لقد ارتشقت الحيطان والله لو رأتك أمي مانجوت ..
انتبهت لنفسها أخيرا ونظرت من حولها ووضعت يدها على فمها,وردت: يا ويلي.. أرجوكِ سمر ساعديني بالتنظيف قبل استيقاظ أهل البيت ..
رفعت سمر حاجبيها مغايظة وقالت:خلِ سرحانك يفيدك يا أستاذة بسمة دائما تحلمين وأنت واقفة وخلِ تميم وقصائده ينقذنك من الغضب القادم من الشرق وأشارت لغرفة أمها ولفت ظهرها وظلت تضحك على أختها...
غضبت بسمة بشدة وأدخلت البسبوسة في الفرن,وأقسمت ألا يذوق أحد بسبوستها الشهية..ثم جلبت أدوات التنظيف وأخذت تفرك الحيطان بشدة وتدعو من قلبها على طائر السنونو الذي أخذ عقلها وأنساها نفسها..
وظلت ما بين التنظيف ومُتابعة صينيتها حتى نضجت وفاحت رائحتها الشهية, فبسرعة البرق وضعتها على الأرض لأن الصينية لسعتها فقامت بسرعة للثلاجة وأخرجت قارورة ماء مثلجة ووضعتها على يدها وعندما لفت نفسها وجدت نملتين يبدو أنهما شمتا الرائحة فأمسكت المِكنسة وظلت تهش عليها وكعادتها اقتحمتها خيالاتها وقالت في نفسها:يــاااه يبدو إن إحداهما كبيرة والأخرى شابة صغيرة .انظري يا بسمة كيف أن العجوز تراوغ مكنستك بحكمة الكبار, أما تلك الصغيرة الطائشة تهاجم المكنسة بتهور متناسية ضآلة حجمها أمامي وما إن علقت الصغيرة بشعيرات المكنسة حتى هاجت أختها أو صديقتها أو لربما جدتها واقتربت لتدافع عنها..
وغاصت بسمة بخيالها الجموح أكثر ورددت مع نفسها:يا الله لو نتعلم الدرس من نملتين صغيرتين, وتتحد حكمة الكبار وثورة الشباب لصنعنا فارقاً وغيرنا الفوضى التي اعترت هذه البلاد بدلا من العشوائيات القائمة والأحقاد الراسخة حتى فرقت بين الأخ وأخيه.أصبحت بلادنا مرهقة وقَسم ظهرها الشتات الذي استحل بيوتنا فلا تجد بيت هنا إلا وهز قوامه عصبيةُ ما, فلا كبير يرحم صغير ويدافع عنه ولا صغير عاد يوقر كبير هنا .الكل هنا رأس بصل,هو الزعيم ,و..أخذت نفسا عميقا وكادت تسترسل أكثر لولا صراخ والدتها الذي أعادها للواقع وهي تنهرها وتشبهها بالسكارى , فأفاقت من سكرتها لتجد أن جيشاً من النمل انتهز غفلتها و انتصر عليها باجتياح صينيها حتى يبر بقسمها الذي قبل قليل أنه لن يذوق أحد بسبوستها الشهية...فأخذت تضرب الأرض بقدميها وتسب وتلعن هذيانها الدائم وعادت للتنظيف من جديد بكل تركيز لأن أمها توعدتها بأنها ستغيب نصف ساعة إن لم تجد المطبخ عاد كما كان ستمارس نفوذها وستحرمها قصائدها وكتبها التي أفسدت عقلها كما تقول, فحاولت أن تعمل بتركيز حتى لا تشمت حلف الأخوة الكبار وأخذت تتأفف قائلة حتى هنا صار النفط مقابل الغذاء..أقصد نظافة المطبخ مقابل أخذ حقوقي المدنية وغرقت هذه المرة بالماء والصابون وليس بالأحلام
تمت بحمد الله...
(طمنوا ستي ام عطا بإنه القضـية من زمان المندوب وهي زي ما هية
لسـة بنفاصل القنـاصل علـيها زي ما بتفـاصلي ع الملوخـية
لكـن اطمـني وصـلنا معاهم بين ستة وستة ونص في الميـة
بطلـع لهم يا ستي حيـفا ويـافا ولنا خرفيش وسيسـعة بـرية
ولنا دولة يحرسـها طير السـنونو يا ام عطا ولبسوه رتب عسكرية
والسنونـو إله نمو اقتصـادي والسنونـو إلـه خطط أمنـية
والسنونـو عم ينبذ العنف ويعلن إلتزامـه الكـامل بالاتفــاقية
ولنا برضه يا سـتي سجـادة حمرا تالسنونـو يأدي عليها التحـية......) ونست أنها وقت القيلولة وظلت تلوح بيديها مندمجة بإلقائها متناسية البقايا العالقة من الخليط في يديها فأخذت البقايا المتراشقة من يديها تلتصق بالحيطان حتى أنها ما انتبهت لأختها التى نالها بعض الرشقات من مزيج البسبوسة فأمسكتها أختها وقالت:يكفي يامجنونة لقد ارتشقت الحيطان والله لو رأتك أمي مانجوت ..
انتبهت لنفسها أخيرا ونظرت من حولها ووضعت يدها على فمها,وردت: يا ويلي.. أرجوكِ سمر ساعديني بالتنظيف قبل استيقاظ أهل البيت ..
رفعت سمر حاجبيها مغايظة وقالت:خلِ سرحانك يفيدك يا أستاذة بسمة دائما تحلمين وأنت واقفة وخلِ تميم وقصائده ينقذنك من الغضب القادم من الشرق وأشارت لغرفة أمها ولفت ظهرها وظلت تضحك على أختها...
غضبت بسمة بشدة وأدخلت البسبوسة في الفرن,وأقسمت ألا يذوق أحد بسبوستها الشهية..ثم جلبت أدوات التنظيف وأخذت تفرك الحيطان بشدة وتدعو من قلبها على طائر السنونو الذي أخذ عقلها وأنساها نفسها..
وظلت ما بين التنظيف ومُتابعة صينيتها حتى نضجت وفاحت رائحتها الشهية, فبسرعة البرق وضعتها على الأرض لأن الصينية لسعتها فقامت بسرعة للثلاجة وأخرجت قارورة ماء مثلجة ووضعتها على يدها وعندما لفت نفسها وجدت نملتين يبدو أنهما شمتا الرائحة فأمسكت المِكنسة وظلت تهش عليها وكعادتها اقتحمتها خيالاتها وقالت في نفسها:يــاااه يبدو إن إحداهما كبيرة والأخرى شابة صغيرة .انظري يا بسمة كيف أن العجوز تراوغ مكنستك بحكمة الكبار, أما تلك الصغيرة الطائشة تهاجم المكنسة بتهور متناسية ضآلة حجمها أمامي وما إن علقت الصغيرة بشعيرات المكنسة حتى هاجت أختها أو صديقتها أو لربما جدتها واقتربت لتدافع عنها..
وغاصت بسمة بخيالها الجموح أكثر ورددت مع نفسها:يا الله لو نتعلم الدرس من نملتين صغيرتين, وتتحد حكمة الكبار وثورة الشباب لصنعنا فارقاً وغيرنا الفوضى التي اعترت هذه البلاد بدلا من العشوائيات القائمة والأحقاد الراسخة حتى فرقت بين الأخ وأخيه.أصبحت بلادنا مرهقة وقَسم ظهرها الشتات الذي استحل بيوتنا فلا تجد بيت هنا إلا وهز قوامه عصبيةُ ما, فلا كبير يرحم صغير ويدافع عنه ولا صغير عاد يوقر كبير هنا .الكل هنا رأس بصل,هو الزعيم ,و..أخذت نفسا عميقا وكادت تسترسل أكثر لولا صراخ والدتها الذي أعادها للواقع وهي تنهرها وتشبهها بالسكارى , فأفاقت من سكرتها لتجد أن جيشاً من النمل انتهز غفلتها و انتصر عليها باجتياح صينيها حتى يبر بقسمها الذي قبل قليل أنه لن يذوق أحد بسبوستها الشهية...فأخذت تضرب الأرض بقدميها وتسب وتلعن هذيانها الدائم وعادت للتنظيف من جديد بكل تركيز لأن أمها توعدتها بأنها ستغيب نصف ساعة إن لم تجد المطبخ عاد كما كان ستمارس نفوذها وستحرمها قصائدها وكتبها التي أفسدت عقلها كما تقول, فحاولت أن تعمل بتركيز حتى لا تشمت حلف الأخوة الكبار وأخذت تتأفف قائلة حتى هنا صار النفط مقابل الغذاء..أقصد نظافة المطبخ مقابل أخذ حقوقي المدنية وغرقت هذه المرة بالماء والصابون وليس بالأحلام
تمت بحمد الله...