ام مريم90
Well-known member
- إنضم
- 9 يونيو 2016
- المشاركات
- 1,940
البارت الثاني
دخلت الى الاستقبال فأرسلتني الممرضة ومعي الأوراق الى مكتب الطبيب،جلست لبرهة واذا به يدخل
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-كيف حالكِ اليوم؟
-بخير الحمدلله
جلس وأخذ يقلب الأوراق وكنت قد وضعتها مسبقا على طاولته .
بعد صمت قليل بدأ الطبيب يسألني بعض الأسئلة عن حملي.
الطبيب :أرسلوك إلينا من المستوصف لانهم شعروا ان حجم طفلك صغير
قلت بشيء من الارتياح
-ربما هذا شيء طبيعي لان زوجي حجمه صغير ايضا.
-حسنا سنجري بعض الإجراءات للتأكد.
-حسنا
أخذتني الممرضة الى غرفة وطلبت مني الاستلقاء على السرير فوضعت لي جهاز لا اعلم ما هو ولكن يبدو وكأنه لقياس حركات الطفل.
وضعتْ بيدي جهاز وقالت : كلما شعرتي بحركة الطفل اضغطي على هذا الزر
انا: حسنا ولكن كم سيستغرق ذلك؟
الممرضة : عشرون دقيقة تقريبا
انا:حسنا
مرت نصف ساعة ولم اشعر بالكثير من الحركة ولكني اعتبرتها طبيعية لان هذه هي حركة طفلتي المعتادة.
جاءت الممرضة ونظرت الى نتيجة تخطيط الجهاز ولَم تتفوه بشيء فقط قالت حسنا انتهينا.
لم أشأ ان اسألها شيء لأنني كنت خائفة من الإجابة ،بقيتُ صامتة الى ان عدت الى الطبيب.
جلس وأخذ ورقة التخطيط بيده ونظر إليها ،ظل صامتا لبرهة وأخذ يقلب في الأوراق مجددا ، ثم عاد وسألني من جديد جميع الأسئلة وسألني أيضا ان كنت متأكدة من إجاباتي له .
كنت أجيبه والخوف يسكنني ولكني لا أستطيع ان اسأله ما الامر..
الطبيب: حسنا، في الواقع ان طفلك لا يصله الغذاء من مشيمتك وقد بدأ يضعف شيئا فشيئا لذا يجب ان تنجبي بأسرع وقت ممكن.
انا باستغراب:ولكن يا دكتور ألستُ بالشهر الثامن كما قالوا لي في المستوصف؟
-لا ،انت في الشهر التاسع وستكون ولادتك يسيرة ان شاء الله ،فلن يكون هناك خطر على حياة الطفل لانه سيولد في ميعاده وفي المستشفى سيأخذ الغذاء المناسب له أفضل من البقاء بغذاء بسيط .سندخلك الان للمستشفى ولن تخرجي الا وطفلك بين يديك ان شاء الله .
شعرت بفرح لا يوصف وأردت ان انهض بسرعة لأخبر زوجي بهذا الخبر ولكني تمالكت نفسي الى ان ينتهي الطبيب من إجراءات الدخول الى المستشفى.
بدأ الطبيب يجهز الأوراق وانا تغمرني السعادة والأفكار تأخذني من مكان الى اخر "سأنجب اخيراً اول طفلة لنا، لطالما انتظرت هذه اللحظة ،لطالما كنت خائفة من عدم معرفتي لليوم الذي سأنجب فيه.."
قطع الطبيب افكاري قائلا:
-سنحتاج الى توقيع زوجك لتدخلي الى المستشفى.
-حسنا انه في صالة الانتظار هل اناديه؟
-لا ، سأذهب بنفسي اليه ، لانه ممنوع دخول الرجال الى هنا.
-حسنا
بقيت في مكاني انتظر الطبيب وأكملت في ذهني الأفكار التي كانت تدور فيه.
مرت دقائق قليلة فعاد الطبيب.
-حسنا لقد انتهينا من إجراءات الدخول وستأخذك الممرضة الى غرفتك لحين إجراءات الولادة
قطعت كلامه مباشرة:
-وزوجي الا يستطيع الحضور؟
-لا ، لقد طلبت منه الذهاب والحضور غدا ان شاء الله بعد ان تكوني قد أنجبت طفلك ولكنه طلب رؤيتك الان قبل ان يغادر
-هل يمكنني ان اذهب اليه الان؟
-بالطبع
-حسنا سأعود في الحال.
ذهبت اليه والابتسامة تعلو وجهي، فوجدته مبتسم ايضا وقد بدت عليه ملامح الرجل الذي ينتظر حصول شيء مهم في حياته ، قلت بابتسامة:
-ماذا؟
-انتِ ماذا؟
ضحكنا كلينا ولم نتحدث بشيء كنّا نعلم ماذا سيحصل ان شاء الله
-حسنا اذا احتجتي شيء فقط اتصلي بي
-حسنا ولكني خائفة بعض الشيء فأنا لوحدي هنا
-لا تخافي فلا احد منا يستطيع الاعتناء بك اكثر من الأطباء هنا
شعرت بشيء من الراحة والطمأنينة
-حسنا اراكَ لاحقا
-الى اللقاء
عدت الى الطبيب فلم اجده في المكتب وجدت الممرضة فقط تنتظرني
-حسنا سيدتي الى غرفتك
-حسنا
دخلت الغرفة وطلبت مني ان انزع جميع ملابسي وأرتدي ملابس المستشفى ، فعلت ذلك وجلست انتظر ، كان الأطباء يتوالون واحدا تلو الاخر ويسألوني الأسئلة ويذهبون وأما الممرضات فكن يأتين لأخذ العينات مني وعمل التحاليل اللازمة
مضى الليل على هذه الحال فجاء الطبيب فجرا
-حسنا سيدتي ستكون ولادتك الان ان شاء الله ،
ان غرفة العمليات جاهزة
-حسنا دكتور
نقلوني بالسرير المتنقل الى غرفة العمليات،شعرت حينها بالفرح انني سأنتهي من آلام الولادة اخيراً
وضعوني على السرير وأعطتني الممرضة إبرة تخدير بعد ثواني املتُ رأسي الى ناحية اليمين وانا انتظر ان تبدأ العملية فإذا بالممرضة تقول للطبيب : لقد نامت..
التفتُّ اليها بسرعة وقلت لها : لا لم أنمْ بعد.
لقد خفتُ ان يبدأوا وانا ما ازال في وعيي،ضحكت الممرضة من إجابتي المفاجئة والسريعة ومن مظهر الخوف الذي كان يعلو وجهي
-حسنا لا تخافي لن نبدأ قبل ان تنامي
استفقت في اليوم التالي على حركة الممرضة وقد كانت تغير مكان الابرة الذي كان في يدي.
كنت اشعر بالدوار ولَم أكن اعلم أين انا ، نظرت الى الناحية الاخرى واذا بأمي جالسة بجانبي
-امي أين انا
-لا تخافي لقد أنجبت طفلة رائعة
عادت الي افكاري حينها وعلمت انني قد اجريت العملية وانتهيت
-أين هي يا أمي
-لا تتعجلي يا ابنتي، حمداً لله على سلامتك
مرت دقائق قليلة واذا بأبي يقف امام سريري
-حمداً لله على سلامتك يا ابنتي ، كيف حالك
-بخير يا ابي كيف حالك انت
-بخير مادمتِ بخير
جلسنا وتحدثنا قليلا ثم ورد ابي اتصالاً:
-الو، اهلًا ، لماذا؟ ، حسنا سنأتي في الحال ، الى اللقاء
قلت بشيء من الاحباط
-من يا ابي؟
-انه أخاك ، اتصل به صديقه ويريد الذهاب ويريد منا ان نأتي لنبقى مع اخواتكِ.
قلت وبدت علي علامات الحزن:
-حسنا ابي.
-لا تقلقي سنأتي مساءً انا وأمك وجميع أخواتك
-حسنا ابي
قبلتني امي ومن ثم ذهبوا ، استلقيت مجددا فشعرت بالنعاس فاغمضت عيني ونمت قليلا فإذا بهاتفي يرن
-الو
-حبيبتي حمدا لله على سلامتك ، هل انت بخير؟
قلت وقد بدت البهجة على وجهي
-نعم ، الان انا بخير
-انا في الطريق إليك لقد اشتقت إليك كثيرا
-حسنا انا انتظرك
كان زوجي على الهاتف واشعرني اتصاله بالفرح خصوصا انني كنت منزعجة منه لاني قد وجدت امي وابي ينتظراني ان استفيق قبل ان يأتي هو.
كنت مصممة على ان ألومه على ذلك
انتظرته قليلا ويبدو انني نمت وانا انتظره فبعد برهة من الزمن لا اعلم كم هي مدتها استيقظت على قبلة على جبيني ، فتحت عيني واذا بزوجي حاملاً بيده باقة كبيرة من الزهور فابتسمت ونسيت انني كنت انوي ان ألومه على عدم حضوره باكراً
-حمداً لله على سلامتك حبيبتي ، كيف تشعرين؟
-انا سعيدة جدا
-وانا ايضا
-هل سألتٓهم متى يحضرون الطفلة؟
-نعم ، ليس الان ،انها في الحاضنة
قلت بخوف:
-لماذا؟؟
-ألم يقولوا لك من البداية أنها لا تتغذا من مشيمتك؟
-بلى
-إذاً فهم سيبقونها الان الى ان تتحسن حالتها قليلاً
-ألم يخبرونك كم ستبقى؟
-لا ولكن لا تفكري بذلك الآن ، الشيء المهم انك بصحة جيدة . لم يسمح لي المدير بأن آتي باكرا ،لقد كان لدينا الكثير من الاعمال ولم يستطع احد منا الانصراف باكرا
قلت وقد شعرت براحة انه اخبرني قبل ان ان ألومه على ذلك
-لا عليك ، انا بخير
انتهى البارت الثاني
غدا ان شاء الله البارت الثالث
انتظروني
احبكم