أسرار الورود
New member
- إنضم
- 5 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 52
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي أخواتي
أفصل في رد حول الأسماء الحسنى المتداولة بين المسلمين, و قد كنت كتبت أن بعضها خاطئ, و لكن الوقت لم يسعفني لأكتب مفصلا في الموضوع.
كلنا نعرف الأسماء الحسنى, لقد أنشدها المنشدون و ترنم بها القراء و منا من يحفظها, و كل أو أغلب الناس يظنون أنها كلها أسماء لله سبحانه و تعالى, و الحقيقة أن الأمر ليس كذلك, فأكثر من عشرين إسما منها غير صحيح و ليس إسما لله سبحانه و تعالى.
تعالوا معي إخوتي لنبدأ من البداية و نتعرف على أصل هذه الأسماء التي بين أيدينا :
في العصر العباسي عاش الوليد إبن مسلم, كان رجلا تقيا ورعا مجتهدا محبا للعلم, و قد إجتهد لجمع الأسماء الحسنى, فجمع 98 إسما و بإضافة إسم الجلالة "الله" تصبح 99 إسما, و كان يجلس و يشرحها للناس بعد أن يروي الحديث النبوي :"إن لله تسعة و تسعين إسما, مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة", و في سنة 195 هجرية توفي الوليد ابن مسلم رحمه الله, و ظل الناس من بعده يروون و يتداولون الحديث النبوي و يقرنونه مع الأسماء التي جمعها الوليد بن مسلم اجتهادا منه, ثم ما لبث أن إعتبر الناس تلك الأسماء هي الأسماء الحسنى الصحيحة التي أمرنا الله سبحانه و تعالى أن ندعوه بها و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ), و لم يفكر حينها الناس في أن الوليد ابن مسلم إجتهد و إجتهاده قد يخطئ و قد يصيب.
إذن, فالأسماء المتداولة اليوم, جمعها الوليد إبن مسلم إجتهادا منه, و لم يأت ذكرها في السنة النبوية الصحيحة.
الآن إخوتي, دعونا نتعرف على الكيفية الواجب إتباعها في إحصاء أسماء الله الحسنى , و بعد ذلك نتعرف على الطريقة التي إتبعها الوليد إبن مسلم لنكتشف أصل المشكل :
أولا : قال صلى الله عليه و سلم : " إن لله تسعة و تسعين إسما, مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة " , المطلوب منا إخوتي أن نحصي الأسماء, و الإحصاء يكون للشيء الموجود, فعندما يأمرك الأستاذ بإحصاء عدد إخوتك مثلا, فأنت تحصي الموجودين, و لا يمكن أن تحصي الإخوة الذين من المفترض أن تلدهم أمك مستقبلا ! هذا مثال قد لا ينطبق على الإشتقاق الذي أردت أن أمثله لكم, بإختصار, إن الأسماء التي علينا إحصاءها يجب أن تكون واردة في القرآن أو السنة كأسماء و ليس أن نشتقها أو نستنتجها من الصفات أو الأفعال, و لعلكم ستفهمون قصدي بعد قليل.
ثانيا : قال صلى الله عليه و سلم في دعاء الكرب : " اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك ... ", إذن فالنبي صلى الله عليه و سلم يسأل الله بكل إسم سماه الله لنفسه أو أنزله في كتابه أو علمه أحدا من خلقه-كالأنبياء-, هنا إخوتي تحصر المصادر التي يمكن أن نحصي من خلالها أسماءه عز و جل, فأولا يجب أن يكون الإسم قد أطلقه الله سبحانه و تعالى على نفسه, في الكتاب أو السنة, أما الأسماء التي إستأثر بها الله في علم الغيب فلسنا مخولين أو مكلفين بإحصائها.
من خلال الحديثين السابقين نسنتنج أن أسماء الله الحسنى تحصى إحصاءً , و الإحصاء يكون للشيء الموجود , فلا يمكن أن نشتقها أو نستنتجها, فتوحيد الأسماء لا مجال فيه للعقل, بل يجب أن نتوقف عند النص, و أن نحصيها إما من القرآن أو السنة.
الآن تعالوا معي إخوتي لنتعرف على الكيفية التي إتبعها الوليد إبن مسلم رحمه الله في جمعه للأسماء التي بين أيدينا اليوم :
أولا : لقد قام رحمه الله بإحصاء الأسماء المذكورة تصريحا في القرآن , و الإسم لغة يختلف عن الفعل و الحرف بخمس علامات :
أن يرد منونا, كقوله تعالى :" وَ كَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ".
أن يرد معرفا , كقوله تعالى :"تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ" .
أن يعود عليه المعنى , كقوله :" الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرا ً" , أي أن "إسأل به خبيرا" تعود على "الرحمن".
أن يرد مجرورا , كقوله تعالى :" تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " .
أن يرد مسبوقا بأداة نداء , كقوله صلى الله عليه و سلم :" إنَّ اللَّهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ نُطْفَةٌ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ ".
و الأسماء التي جمعها رحمه الله على هذا الأساس صحيحة لا خلاف عليها , و منها : الرحمن , الرحيم , العزيز , العليم , الحكيم ...
ثم قام رحمه الله بجمع الأسماء بطريق أخرى, حيث قام بإشتقاقها من بعض الأفعال المذكورة في القرآن أو السنة :
فمثلا :
من قوله تعالى : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ و َالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ", إشتق من الفعل "يرفع" إسم "الرافع".
و من قوله صلى الله عليه و سلم : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ", إشتق من الفعل "يخفض" إسم "الخافض".
و من قوله تعالى : " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ و تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ و تُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ", من الفعل "تعز" و "تذل" إشتق الإسمين "المعز" و "المذل".
و هذه إخوتي كلها ليست أسماء حسنى, لأن الله عز و جل لم يسم بها نفسه, و لم ترد أسماءً لا في القرآن و لا في السنة, و كما قلنا سابقا, فإن المطلوب منا إحصاء أسمائه عز و جل و ليس إشتقاقها من أفعاله عز و جل, و لكي تتوضح لديكم الصورة, أعطيكم مثالا : أنا مثلا أدرس و أنام و أضحك, لكن لا يمكن أن يكون إسمي "الدارس" أو "النائم" أو "الضاحك" و إنما إسمي هو الذي أطلقه علي أهلي و هو "ياسين"! , و إن إفترضنا أن الإشتقاق جائز في إحصاء أسماء الله الحسنى , فإن لله أفعالا كثيرة مثل قوله تعالى :" وَ يَمكرون و يَمكر الله والله خير الماكرين ", فهل يمكن أن نسمي الله "الماكر" ؟ كلى, حاشا لله.
و قام رحمه الله أيضا بإشتقاق أسماء لله من الصفات, فمثلا :
فمن قوله تعالى :" تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ", من صفة "الجلال" إشتق إسم "الجليل".
و لو أردنا أن نشتق أسماء الله من خلال صفاته فسندج أن هناك أسماء كثيرة جدا, اكثر من 99 إسما.
و قام أيضا رحمه الله من خلال قوله تعالى :" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان ", من "العدل" إشتق إسما لله و عز و جل و هو "العدل", و من خلال سياق الآية واضح جدا أن لفظة عدل ليست إسما لله, و إلا فإن الآية لن يكون لها معنى , لأنها ستكون كالتالي :إن الله يأمر ب"نفسه" و الإحسان ! و هذا لا يحتاج لكثير توضيح.
هكذا إخوتي وقع الخطأ, لأنه رحمه الله لم يكتف بإحصائها, بل ذهب يشتقها, و هنا مكمن الخطأ, فالنصوص القرآنية و السنية يجب أن تفهم لغويا, و إلا ستأتي تفاسير مختلفة, كل يفسر حسب رغبته و عرفه و حسب ما يريد الخروج به من حكم من خلال النص القرآني.
و هكذا إخوتي, سنجد أن الكثير من الأسماء التي يظن الناس أنها أسماء حسنى لله سبحانه و تعالى, و هناك من يحفظها, ولكنها للأسف ليست أسماءً حسنى.
و هذه الأسماء التي أخبرتكم أنها ليست أسماء لله عز و جل هي هذه :
الخافض
الرافع
المعز
المذل
العدل
الجليل
الباعث
المحصي
المبدئ
المعيد
المحيي
المميت
الواجد
الماجد
الوالي
المنتقم
ذو الجلال و الإكرام
المقسط
الجامع
المغني
المانع
الضار
النافع
النور
الهادي
البديع
الباقي
الرشيد
الصبور
الدائم
الكافي
المحيط
المغيث
الحافظ
البار
نعم إخوتي , خمسة و ثلاثون إسما, ردده المسلمون عبر قرون, و هم يظنون أنها أسماء لله عز و جل, و هي ليست كذلك, فلا الله سمى نفسه بها, و لا النبي سمى ربه بها, و هناك إخوتي تفاصيل أكثر لا أرى ضرورة لذكرها إلا إن جاءت في سياق النقاش.
الآن إخوتي, ربما أغلبكم سيطلع لأول مرة على أسماء جديدة لم يكن يظن أنها أسماء حسنى لله عز و جل, و قد قام الدكتور عبد الرزاق الرضواني بإحصائها من الكتاب و السنة محترما الشروط الواجب توفرها لإعتبار اللفظة إسما أو لا, و قد وجد أنها فعلا 99 إسما , فيا سبحان الله و يا له من أجر عظيم :
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إَِّلا هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنـَّانُ القَـادِرُ الخَـلاَّقُ المَــالِكُ الـرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقـيتُ السَّيِّدُ الطَّـيِّبُ الحَـكَمُ الأَكْــرَمُ الـبَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأَعْلَى الإِلَهُ .
و لمن أراد التعمق في الموضوع أنصحه بكتاب الدكتور فريد الأنصاري "الإصطلاح في القرآن" و كتاب الدكتور عبد الرزاق الرضواني "الأسماء الحسنى".
كاتبه "ياسين الكزباري" و مصدره "منتدى سر السعادة" جزاكم الله خيرا .
منقول
إخوتي أخواتي
أفصل في رد حول الأسماء الحسنى المتداولة بين المسلمين, و قد كنت كتبت أن بعضها خاطئ, و لكن الوقت لم يسعفني لأكتب مفصلا في الموضوع.
كلنا نعرف الأسماء الحسنى, لقد أنشدها المنشدون و ترنم بها القراء و منا من يحفظها, و كل أو أغلب الناس يظنون أنها كلها أسماء لله سبحانه و تعالى, و الحقيقة أن الأمر ليس كذلك, فأكثر من عشرين إسما منها غير صحيح و ليس إسما لله سبحانه و تعالى.
تعالوا معي إخوتي لنبدأ من البداية و نتعرف على أصل هذه الأسماء التي بين أيدينا :
في العصر العباسي عاش الوليد إبن مسلم, كان رجلا تقيا ورعا مجتهدا محبا للعلم, و قد إجتهد لجمع الأسماء الحسنى, فجمع 98 إسما و بإضافة إسم الجلالة "الله" تصبح 99 إسما, و كان يجلس و يشرحها للناس بعد أن يروي الحديث النبوي :"إن لله تسعة و تسعين إسما, مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة", و في سنة 195 هجرية توفي الوليد ابن مسلم رحمه الله, و ظل الناس من بعده يروون و يتداولون الحديث النبوي و يقرنونه مع الأسماء التي جمعها الوليد بن مسلم اجتهادا منه, ثم ما لبث أن إعتبر الناس تلك الأسماء هي الأسماء الحسنى الصحيحة التي أمرنا الله سبحانه و تعالى أن ندعوه بها و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ), و لم يفكر حينها الناس في أن الوليد ابن مسلم إجتهد و إجتهاده قد يخطئ و قد يصيب.
إذن, فالأسماء المتداولة اليوم, جمعها الوليد إبن مسلم إجتهادا منه, و لم يأت ذكرها في السنة النبوية الصحيحة.
الآن إخوتي, دعونا نتعرف على الكيفية الواجب إتباعها في إحصاء أسماء الله الحسنى , و بعد ذلك نتعرف على الطريقة التي إتبعها الوليد إبن مسلم لنكتشف أصل المشكل :
أولا : قال صلى الله عليه و سلم : " إن لله تسعة و تسعين إسما, مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة " , المطلوب منا إخوتي أن نحصي الأسماء, و الإحصاء يكون للشيء الموجود, فعندما يأمرك الأستاذ بإحصاء عدد إخوتك مثلا, فأنت تحصي الموجودين, و لا يمكن أن تحصي الإخوة الذين من المفترض أن تلدهم أمك مستقبلا ! هذا مثال قد لا ينطبق على الإشتقاق الذي أردت أن أمثله لكم, بإختصار, إن الأسماء التي علينا إحصاءها يجب أن تكون واردة في القرآن أو السنة كأسماء و ليس أن نشتقها أو نستنتجها من الصفات أو الأفعال, و لعلكم ستفهمون قصدي بعد قليل.
ثانيا : قال صلى الله عليه و سلم في دعاء الكرب : " اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك ... ", إذن فالنبي صلى الله عليه و سلم يسأل الله بكل إسم سماه الله لنفسه أو أنزله في كتابه أو علمه أحدا من خلقه-كالأنبياء-, هنا إخوتي تحصر المصادر التي يمكن أن نحصي من خلالها أسماءه عز و جل, فأولا يجب أن يكون الإسم قد أطلقه الله سبحانه و تعالى على نفسه, في الكتاب أو السنة, أما الأسماء التي إستأثر بها الله في علم الغيب فلسنا مخولين أو مكلفين بإحصائها.
من خلال الحديثين السابقين نسنتنج أن أسماء الله الحسنى تحصى إحصاءً , و الإحصاء يكون للشيء الموجود , فلا يمكن أن نشتقها أو نستنتجها, فتوحيد الأسماء لا مجال فيه للعقل, بل يجب أن نتوقف عند النص, و أن نحصيها إما من القرآن أو السنة.
الآن تعالوا معي إخوتي لنتعرف على الكيفية التي إتبعها الوليد إبن مسلم رحمه الله في جمعه للأسماء التي بين أيدينا اليوم :
أولا : لقد قام رحمه الله بإحصاء الأسماء المذكورة تصريحا في القرآن , و الإسم لغة يختلف عن الفعل و الحرف بخمس علامات :
أن يرد منونا, كقوله تعالى :" وَ كَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ".
أن يرد معرفا , كقوله تعالى :"تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ" .
أن يعود عليه المعنى , كقوله :" الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرا ً" , أي أن "إسأل به خبيرا" تعود على "الرحمن".
أن يرد مجرورا , كقوله تعالى :" تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " .
أن يرد مسبوقا بأداة نداء , كقوله صلى الله عليه و سلم :" إنَّ اللَّهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ نُطْفَةٌ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ ".
و الأسماء التي جمعها رحمه الله على هذا الأساس صحيحة لا خلاف عليها , و منها : الرحمن , الرحيم , العزيز , العليم , الحكيم ...
ثم قام رحمه الله بجمع الأسماء بطريق أخرى, حيث قام بإشتقاقها من بعض الأفعال المذكورة في القرآن أو السنة :
فمثلا :
من قوله تعالى : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ و َالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ", إشتق من الفعل "يرفع" إسم "الرافع".
و من قوله صلى الله عليه و سلم : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ", إشتق من الفعل "يخفض" إسم "الخافض".
و من قوله تعالى : " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ و تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ و تُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ", من الفعل "تعز" و "تذل" إشتق الإسمين "المعز" و "المذل".
و هذه إخوتي كلها ليست أسماء حسنى, لأن الله عز و جل لم يسم بها نفسه, و لم ترد أسماءً لا في القرآن و لا في السنة, و كما قلنا سابقا, فإن المطلوب منا إحصاء أسمائه عز و جل و ليس إشتقاقها من أفعاله عز و جل, و لكي تتوضح لديكم الصورة, أعطيكم مثالا : أنا مثلا أدرس و أنام و أضحك, لكن لا يمكن أن يكون إسمي "الدارس" أو "النائم" أو "الضاحك" و إنما إسمي هو الذي أطلقه علي أهلي و هو "ياسين"! , و إن إفترضنا أن الإشتقاق جائز في إحصاء أسماء الله الحسنى , فإن لله أفعالا كثيرة مثل قوله تعالى :" وَ يَمكرون و يَمكر الله والله خير الماكرين ", فهل يمكن أن نسمي الله "الماكر" ؟ كلى, حاشا لله.
و قام رحمه الله أيضا بإشتقاق أسماء لله من الصفات, فمثلا :
فمن قوله تعالى :" تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ", من صفة "الجلال" إشتق إسم "الجليل".
و لو أردنا أن نشتق أسماء الله من خلال صفاته فسندج أن هناك أسماء كثيرة جدا, اكثر من 99 إسما.
و قام أيضا رحمه الله من خلال قوله تعالى :" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان ", من "العدل" إشتق إسما لله و عز و جل و هو "العدل", و من خلال سياق الآية واضح جدا أن لفظة عدل ليست إسما لله, و إلا فإن الآية لن يكون لها معنى , لأنها ستكون كالتالي :إن الله يأمر ب"نفسه" و الإحسان ! و هذا لا يحتاج لكثير توضيح.
هكذا إخوتي وقع الخطأ, لأنه رحمه الله لم يكتف بإحصائها, بل ذهب يشتقها, و هنا مكمن الخطأ, فالنصوص القرآنية و السنية يجب أن تفهم لغويا, و إلا ستأتي تفاسير مختلفة, كل يفسر حسب رغبته و عرفه و حسب ما يريد الخروج به من حكم من خلال النص القرآني.
و هكذا إخوتي, سنجد أن الكثير من الأسماء التي يظن الناس أنها أسماء حسنى لله سبحانه و تعالى, و هناك من يحفظها, ولكنها للأسف ليست أسماءً حسنى.
و هذه الأسماء التي أخبرتكم أنها ليست أسماء لله عز و جل هي هذه :
الخافض
الرافع
المعز
المذل
العدل
الجليل
الباعث
المحصي
المبدئ
المعيد
المحيي
المميت
الواجد
الماجد
الوالي
المنتقم
ذو الجلال و الإكرام
المقسط
الجامع
المغني
المانع
الضار
النافع
النور
الهادي
البديع
الباقي
الرشيد
الصبور
الدائم
الكافي
المحيط
المغيث
الحافظ
البار
نعم إخوتي , خمسة و ثلاثون إسما, ردده المسلمون عبر قرون, و هم يظنون أنها أسماء لله عز و جل, و هي ليست كذلك, فلا الله سمى نفسه بها, و لا النبي سمى ربه بها, و هناك إخوتي تفاصيل أكثر لا أرى ضرورة لذكرها إلا إن جاءت في سياق النقاش.
الآن إخوتي, ربما أغلبكم سيطلع لأول مرة على أسماء جديدة لم يكن يظن أنها أسماء حسنى لله عز و جل, و قد قام الدكتور عبد الرزاق الرضواني بإحصائها من الكتاب و السنة محترما الشروط الواجب توفرها لإعتبار اللفظة إسما أو لا, و قد وجد أنها فعلا 99 إسما , فيا سبحان الله و يا له من أجر عظيم :
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إَِّلا هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنـَّانُ القَـادِرُ الخَـلاَّقُ المَــالِكُ الـرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقـيتُ السَّيِّدُ الطَّـيِّبُ الحَـكَمُ الأَكْــرَمُ الـبَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأَعْلَى الإِلَهُ .
و لمن أراد التعمق في الموضوع أنصحه بكتاب الدكتور فريد الأنصاري "الإصطلاح في القرآن" و كتاب الدكتور عبد الرزاق الرضواني "الأسماء الحسنى".
كاتبه "ياسين الكزباري" و مصدره "منتدى سر السعادة" جزاكم الله خيرا .
منقول