البسوس !
تذكرت هذا الاسم عندما سمعت ( بالمشكلة الدائرة بين خالي وجدتي )
تذكرت تلك الحرب الضروس التي أشعلتها بمكرها بين قبيلتين استمرت 40 عاما َ
واعتقدنا أن البسوس قتلت كما في القصة
لكنها لم تمت !
بل موجوده ، وليست واحده بل كثر
(البسوسيات ) أو النمامات إذا صح التعبير موجودات في كل مكان كابتلاء سلطة الله علينا يختبرنا هل نتجاوب مع البسوس (بدافع الفضول ) لندخل في دوامة مشكلات مع من نحب ! أم لا
وهل نعيرها آذاننا لتصب فيها (بعضا َمما ينسجه خيالها ) بطريقتها للناس والأحداث من حولنا !
** ** **
كانت جدتي ككل الكبيرات في السن ، تنفعل عند أتفه الأسباب ثم تنطلق بالدعاء بسبب جهلها على من اثأر غضبها وحنقها !
وكانت ( البسوس) زوجة خالي ، حاضرة بكل شرها ( لتنقل لخالي ) المقصر بعضها من الكلام الدائر في لحظة انفعال ! وإضافة أمور أخرى لم تحدث ولم ترد
من جدتي التي هي ارق قلب في الوجود لولا عوامل كبر السن وتعكر المزاج وقلة الصبر!
أتى خالي منفعلا َ يدافع عن زوجته من مشكلة افتعلتها واختلقت أكثر فصولها ، لترد بالتالي جدتي مدافعة عن كبريائها وحقوقها - قطعة منها جاء اليوم ينازعها ويتشاجر معها ! من اجل إمرإة سلبت عقله وقلبه (بكيد النساء) وكانت جدتي أول الفرحين بزفافه منها !
كانت ترد عليهـ ، وقد امتقع وجهها باللون الأحمر تعبيرا َ عن غضبها الشديد لكن لايخفى على اللبيب أي جرح تشعر به لحظتها ! فالخصم قطعة مني ! وهاهو يقف بكل شراسة أمامي ... وينظر لي بكل حدة !
*****
اعتادت البسوس ، أن تقدم النصائح تبرعاً (خدمة مجانية) َ من دون أن يطلب احد منها ذلك ، وكانت نصائحها كلها على شاكلة ( فلانة قالت ..... وانتبهي منها ) و (إنت مسكينة ماتدرين عن شي ) وعلى هذا المنوال اعتقد أنها قدمت النصائح لخالي الطيب الحبيب
ولإنه بارا َ بإمة أصبح ( ولد امة ) وماله أي شخصية ...
وكأن الشخصية والاستقلالية هي أن نرمي بكل نحب في سلة النكران.... ونتخلى عنهم لأجل شخص ما لم نقتسم مع بعض ولو ( ربع الأيام التي اقتسمناها مع أهلنا ) .
وكان خالي الطيب ، يظن أنها من الناصحين واتخذ قرار انه لن يكون مغفلا بعد الآن في حين أن ( غفلته ) بدأت وهو لايدري ، عندما صدق زوجته ( البسوس )
** ** ** ** ** **
وعلى هذا المنوال استمرت في قطع صلاته مع الجميع باختراع المشكلات تلو الأخرى ! وفرض رأيها على كل علاقاته ( من ذوي القربى ، إلى الأصدقاء )
** ** ** **
رفعت السماعة فأصابني الذهول !
جده تعالي كلمي !
اتصلت البسوس بجدتي ، تستنجد بها ، وتطلب منها التدخل فخالي الحبيب لم يعد ذاك الطيب ، والبسوس أضحت تجني بعض ( ثمار ) سعيها بين الناس بالنميمة وإشعال البيوت بالمشكلات !
لكن نار الخطيئة وصلت لبيتها ، وما كانت تحفز خالي على فعلة بالناس أصبحت تذوق اليوم مرارته
لقد تغير ، لم يصبح ذلك الزوج المطيع ويعكف حاليا َ على البحث عن زوجة أخرى
زوجة تعيد له الحياة الوردية التي عاشها من قبل ( الزواج ) فزوجته التي مافتئت أن تصيبه بالصداع (بإثارة المشاكل هنا وهناك ) أصبحت بعد أن تجنبها الكثير تخترع المشكلات معه ، وتنتقده في كل أمر ، وتشكو من كل شيء ، لم تتعرف بعد إلى الشكر فهي كما كانت تقول ( مالي حظ ) مع أنها أفضل حالا َ من نسوه كثير عرفناهم !
** ** ** **
مافعلته لم يلق إذنا صاغية ، وتزوج خالي ولربما تعرف على صديق أكثر سطوة من زوجته أقنعة بالزواج من أخرى والتخلص من (صداع زوجته المزمن )
ويبدو أن كل خططها قد فشلت في تحقيق مرادها ، أصبح خالي بناء على شكواها لايحتمل وأعتاد على الهدوء فربما تعرف على من ارق منها صوتا ، وقلبا َ
لقد أصبح معها أكثر جفافا ، وقسوة ، ذلك المطيع (تمرد) وتأسّد وصوتها بالنسبة له ولو كان مدحا َ فيه نشاز ، وابتسامتها وإن كانت صادقة (مكر) هكذا تغير كل شي !
** ** ** **
كان ضعيفا َ وتأثر بها ، وكانت شخصيتها قوية واغترت بصطفاف الأيام معها
** ** ** **
كنت أدرك تماما َ أنها لن تنفذ مما فعلت ! وان الأيام والتي لم تصفوا لأحد يوما َ ما
لن يدوم صفائها معها ! وستتذوق من كل مازرعت بكل مرارته وبكل حلاوته (إن كان فية حلاوة )
التعديل الأخير: