المشهد الرابع.
البشر ليسوا سواءا....هناك من يدرك جيدا عظم نعم الله تعالي عليه ويستخرجها من بين طيات حياته حتي ولو كان بيته مهدما ويعيش وسط الحطام .ولا يمنع ذلك كونه يسعي لتحسين شأنه ولكن بلا سخط.
.....وهناك من يتسخط علي كل شيء حتي ولو عاش وسط أكوام من الذهب.
وهناك...من هو نعم مبتلي ولكنه للأسف ساخط ناقم ولا يعلم أن الله لا يأتي إلا بالخير .
الام هنا ارسل الله لها من النعم والعون ما ساعدها لتكمل حياتها بعد وفاه الزوج .واعطاها نعمه كبيره هي ابنها
ابنها كان بذره رائعه تحتاج ماءا طاهرا يرويها كي تصير نبته تعذب روحها.
كان غرسه تحتاج الرعايه كي تصير تلك الشجره الوارفه...التي تظلل حياتها لكن
هي لم ترعي...هي لم تسقط...بل ظلت تدس السموم بتسخطها وشكايتها.
الام...أنه يعطيك القليل يا ولدي...أنه عنده الكثير والكثير ...هيه الحمد لله علي كل حال قدرنا أن تمد ايدينا دائما.
الولد.واجما وقد اذهله حزنها......يا امي والله إنه رجل كريم جدا....لقد وعدني بالمزيد أن اجتهدت اكثر في العمل وأن استذكرت دروسي .
فلم يجد الولد من أمه الا مصمصه الشفاه قائله
دروسك؟ واي دروس ستتابعها مع هذا العمل الشاق يا ولدي؟اصلا انت بالكاد تنجح منذ دخولك المدرسه فما بالك الان؟ماذا لو القاك بالمنزل واعطاك نفس المبلغ؟
الولد باندهاش يشوبه بعض الغضب ..
لا يا امي لا احب ذلك لا اريد مد يدي مقابل لا شيء.هو عرض علي فعلا.ذلك الا أنني رفضت..اريد العمل يا امي .هو لا يرهقني به بل يكلفني بأعمال بسيطه.
الام بسخرية...طيب.
ظل الولد يعمل لدي تاجر الحبوب فإنها بما قسمه الله.لكن الام لم تكف عن الشكوي خاصه وهي تري جاراتها يجلسن بالبيوت...واولادهم كذلك ...ونسيت انها اقدار الله وان الله قد قدر لكل من البشر نصيبه من البلاء ولكن البيوت مغلقه علي اسرار لا يعلم أحد ما بداخلها.
شكوي الام لم تمر مر الكرام علي نفسيه ابنها..بل ظل شاعرا بالتقصير يريد ولو مره يراها راضيه ولكن ماذا يفعل؟صاحب العمل لم يقصر معه يوما ولكن للاسف مر الرجل بضائقه ماليه لم يستطع معها لفتره انيزيد المال للولد والعاملين ل
ديه كما تعود فذهب الولد قرانيه الي امه كما هي العاده.
الام ....ما هذا لم يزدك هذا الشهر ؟
الولد ..نعم عمي يمر بضائقه ماليه أثرت علي كل العاملين
الام...ضائقه؟وهل يمر هؤلاء للمثل ذلك ..يا ولدي إنما الضيق لنا نحنمثل هؤلاء أموالهم وغيره لا يؤثر بها شيء.لعلع فقط تراجع وندم علي المساعدات التي يقدمها.
الولد كيف ذلك يا امي ؟انه لم يكذب يوما علي.
الام....انت ولد طيب يا بني غدا ستعلم الحقيقه ..حقيقه الناس وحقيقته الدنيا .هات هات المال حتي أدبر شئوننا.
خرج الولد مذهولا يحدث نفسه ...نعم امي تفهم الدنيا اكثر...انا رايته فعلا معه أموال في جيبه..لكن هي لبيته ...اه لكن بيته يحتاج ..لكن هو يكذب ..لا لا يكذب طيب امي تكذب ...لا امي لا تكذب ....يوووووه فمن الكاذب إذن؟
اه ساراقبه من بعيد واري ...
راقب الولد التاجر الطيب من بعد وراه يوما يضع مبلغا كبيرا في خزانه الأموال ثم يغلقها...وهنا كانت الصدمه .إذن هو يكذب كما قالت امي..ولم يدر الولد أن المبلغ مع ضخامته جزء من رأس المال الخاص بشراء بضاعته ولكن عقله لا يزال صغيرا مع تسميم امه لأفكاره.....عقله تشرب حقيقه واحده ....الرجل معه مال ويكذب وبها علينا.
ولكن هو لم ينقص من راتبي شيئا....نعم ولكنه يكذب.. . وممكن يعطيني اكثر ليرحمني من شكوي امي ويرحمني ..من الضيق.....كاذب كاذب...
يستحق ما سيحدث له.خاثه وأن عيشه في بيته لم يتأثر هو هو.
ظلت الأفكار تتصارع في راس الولد .ربما تحطمت في رأسه بدايه صوره التاجر الصادق الامين الذي ربما حل مكان الوالد في نفسه....ربما فوجيء به يكذب .كما ظن ربما زاحمت المقارنات رأسه مع استمرار تلك الشاميه في بث السموم..ربما ربما ولكن الأكيد أن كل هذا لم يمر مر الكرام. علي نفسه بل وساهم في تشكيل جانب صغير من شخصيته الجديده حتي جاء ذلك اليوم
يتبع.