دانسميز
Well-known member
- إنضم
- 17 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 2,489
السر 15: العادات السيئة سهلة التشكل بينما العادات الإيجابية بحاجة إلى وقت وجهد و (الانتظار) وحده قادر على تشجيع الرجل لبذل جهد لتكوين عادة إيجابية
هذه من أحب الأسرار عندي..لها مفعول عجيب على الرجل..أسهل طريقة لتغيير سلوك الرجل..بدون كلام كثير..بدون صراخ..بدون بكاء..بدون أي شئ..فقط الإنتظار كفيل بتغيير طباع الرجل السيئة إلى ايجابية..وهذا السر مرتبط بالسر 14 الذي قبله أيضاً..
بالنسبة للرجل..كونه يحمل في جسده هرمون عنيف جداً هو هرمون التيستيسترون..فإن طباعه السلبية سهلة الحدوث..إذا لم يكن مُدَرباً على التعامل مع ثورة الهرمون..فمثلاً عند الغضب بكل سهولة يستطيع أن يضرب..يكسر..يُدمّر..يعمل ما يحلو له..هذا سلوك سهل جداً جداً..وهو عادة سيئة..ولكن لكي يتعلم الرجل أن يكوّن عادة إيجابية عند الغضب..مثلاً يتعلم أن يكتم الغضب ولا يعبر عنه ويكون حليماً..هذه العادات الإيجابية ليست سهلة التشكل..بحاجة إلى تدريب..بحاجة إلى وقت كي تتشكل..وهكذا الرجل يتغير سلوكه..بالوقت..وما أجمل أثر الوقت في الرجل!!!
والله سبحانه وتعالى ذكر أن الانسان له بطبيعته البشرية خصال كثيرة سيئة منها : (الإسراف في الذنب ، الظلم ، الخصام ، العجلة ، البخل والتقتير ، الجدال ، الجهل ، الإعراض ، ارتكاب الذنب، الطغيان ، الجحود)..كل هذه الصفات قد تمر عليك في تعاملك مع الرجل أيضاً
والإنتظار هي أحد الأسرار التي ستساعدك على تغيير سلوك الرجل إلى سلوك إيجابي..وكما قلت في الأسئلة العشرة التي تحدد إن كنتِ فتاة ممسحة أرجل..أنكِ إذا لاحظتِ أنكِ تكثرين الكلام مع الرجل ولا تحصلين على نتيجة..إذاً أنتِ تسلكين مسلكاً خطأ!! تتعاملين مع الرجل من منطلق عقلك كإمرأة..وليس من منطلق عقل الرجل..
الرجل كما قلنا سابقاً..هو صنف عملي جداً..كثرة الكلام لا يفهمها..لا يفهمها!!..لا يفهم من بين كل كلامك الكثير..إلا مايريده هو..كما قال أيضاً مارك جونجر..إن أكثرتِ الكلام على الرجل..لن يأخذ من بين السطور..إلاّ عكس ما تقولين!!! هكذا يعمل دماغ الرجل عندما يكون موقف المرأة سلبي أو غير عملي..ولذلك لن تجدي نتيجة معه بكثرة الكلام..
الرجل بطبيعته قليل كلام..ولكنه ذو أفعال..رجل سلوك وفعل..ولذلك هو أكثر انجازاً من المرأة..يستطيع أن يحقق انجازات أكبر من المرأة..ولكي تصلي لنتيجة مع الرجل لابد أن تتعاملي معه بالسلوك والتصرف “الإيجابي”!!..وليس الكلام..وعندما تجعلين الرجل ينتظركِ حتى يحصل على مايريد منكِ..فإن هذا يُعتبر سلوكاً وليس كلاماً..وهو الطريقة الوحيدة التي لها مفعول السحر في الرجل..
مثال من السيرة النبوية:
قصة الصحابة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك..طبعاً تخلف من غزوة تبوك كثير من الرجال ولكن الأغلب كانوا منافقين..أما الثلاثة الصحابة الذين ذُكروا في السيرة..كانوا مؤمنين وذو صلاح ولكن كان في إيمانهم ضعف..وهنا كان دور النبي صلى الله عليه وسلم في تهذيب السلوك وتقوية الإيمان..وتشكيل العادة الإيجابية التي هي قوة الإيمان..وتفضيل الآخرة على الدنيا..
-الأول مرارة بن الربيع كان عذره في التخلف عن الجهاد أنه كان له حائط -بستان جميل-، وكان في ذلك الوقت قد أزهر وأينع وأثمر، فصار ينظر إليه ويتردد هل يذهب مع الرسول أو يبقى مع حائطه حتى فاته الغزو
-الثاني هلال بن أمية فكان له أهل قد تفرقوا، ففي ذلك الوقت اجتمع أهله وجمع من أقاربه في المدينة، فأحب أن يمكث معهم ويأنس بهم، وتردد في الذهاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فاته الغزو
-الثالث كعب بن مالك- فإن سبب تخلفه هو التردد، فقد كان كل مرة يريد أن يتأهب، ثم يحاول أن يتأهب فما يصنع شيئاً، فيعود مرة ثانية، وهكذا في اليوم الأول والثاني والثالث حتى فاته الغزو
وكان عقاب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم : الهجر..هجرهم الرسول صلوات الله عليه وسلامه وأمر الناس بهجرهم..لا يكلمونهم ولا يسلمون عليهم..دام الهجر خمسين ليلة..عانوا في هذه الفتره معاناه قاسيه جداً..جداً حتى أتى الفرج من عند الله سبحانه وتعالى وتاب عليهم..وفرحوا بتوبة الله عليهم..
هكذا يكون الإنتظار سلوك إيجابي وقوي لتغيير سلوك الرجل..ولتغيير طباعه السيئة إلى إيجابية..أما السلوكيات التي تتبعها المرأة مع الرجل من كلام وصراخ وشتم وغيره..لا يزيد الرجل إلاّ عناداً..ولا يزيده إلا سوءاً..
مثال آخر من السيرة النبوية:
قصة أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم..بعد أن بُعث النبي صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً للأمة..حاربته قريش وحاولت هد معنويات النبي صلى الله عليه وسلم فسعت لتطليق بناته رقية وأم كلثوم..ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم سُرّ بتلطيقهن وتخليصهن من بيت شرك وكفر وأكرمه الله بعثمان بن عفان زوجاً لبناته..وهاجر النبي وبناته وزوجاته إلى المدينة المنورة..وهاجر معه جميع المسلمين..وبقيت بنته زينب رضي الله عنها المتعلّقة بزوجها أبي العاص..وكانت رضي الله عنها أول من آمن مع أمها خديجة رضي الله عنها..وكانت مؤمنة..ولكن تعلّقها بزوجها لا يمت بصلة لإيمانها..التعلّق والحب لا دخل له بإيمان الإنسان..له دخل بإنسانية الإنسان..فالحب في علم النفس علامة على الصحة النفسية للإنسان..وكما قيل لأحد العلماء الصالحين “إن ابنك يعشق”..فقال : الحمدلله الذي صيّره إنساناً!! كان تعلّق زينب شديداً وإيمانها أيضاً شديد..ولذلك لم يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتطليقها من أبي العاص..احترم الحب وقدّر الحب كما قال البروفيسور طارق الحبيب..وأبو العاص كان ابن هالة بنت خويلد أخت خديجة..وكانت تحبه خديجة رضي الله عنها بشدة..وهي التي طلبت من محمد صلى الله عليه وسلم بتزويجه من ابنتها زينب..وكان معروف عن أبي العاص نبله ورقيه وأخلاقه الكريمة..فعندما حاولت قريش أن يطلق زينب ويفارق صاحبته وسيزوجونه بخير منها من كرائم عقيلات قريش..رفض أبو العاص تطليقها وهذا موقف أخلاقي كبير قدّره الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي العاص..ولكن أبا العاص سمح لها أن تذهب مع الصحابة الذين أرسلهم الرسول لأخذ زينب إلى المدينة المنورة..لأن الرسول أمرها بمفارقة أبي العاص..كان أبو العاص متعلّقاً بزينب..ولكنه كان في وضع غير مستقر ما بين حب زينب وحب قبيلته..كان لا يريد أن يخالف قبيلته ويترك دين آبائه وأجداده وخاف أن تقول قبيلته أنه تركهم وترك دينهم من أجل زوجته!! هنا نلاحظ أن الإيمان لم يتعمق في أبي العاص..على الرغم من أنه يعرف أن محمد على حق..فلذلك الرسول أخذ زينب من عنده..وتركه فترة من الزمن (الانتظار)..ليدرس واقعه..ليدرس أيهما يستحق التضحية..هل القبيلة المشركة التي على غير حق..أم زوجته التي يحبها المؤمنة والتي على حق؟؟!! أيهما على حق؟؟ دين الأجداد أم دين محمد؟؟! كانت هذه الفترة الزمنية والانتظار يجلس فيها أبا العاص يفكر ويقرر..وحتى يرتقي إيمانه إلى الحب العظيم الذي كان بينه وزينب..الرجل بطبيعته لا يقوم بشئ إلا إذا اقتنع به بقوة..ولا يحب أن يقتنع بسرعة..يحب أن يفكر كثيراً ويحسب حساب كل شئ..ولذلك كلام المرأة الكثير لا يفيد الرجل..بالعكس..قد يرهق المرأة..وهذا ما نلاحظه في قصة أبي العاص..لم تكثر معه زينب محاولاتها في أن يدخل للإسلام..وأجابت والدها في ترك أبي العاص..ومن بعدها أسلم وحسن إسلامه وكان من كبار الصحابة رضي الله عنهم جميعاً..وهكذا حافظ النبي على الحب وعمل على زيادة إيمان أبي العاص إلى أن دخل للإسلام..واستخدم الهجر الجميل والإنتظار في تقوية إيمان أبي العاص إلى مستوى رقي هذا الحب!!
قصة لستيف هارفي:
يقول أنه كان لهم صديق هو وأصحابه..وكان لديه زوجة رائعة وطفل منها..وكان يخونها مع النساء دون علمها..وفي يومٍ ما اكتشفت ذلك..وعرف هو أنها اكتشفت..ولم تقل له كلمة..ولم تنبس بشفة..فقط حزمت حقائبها وأخذت طفلها ورحلت إلى بيت والدتها..وجلس هو وحيداً في بيته..ومن بعدها زادت حالته سوءاً حتى نحل جسده..وتغير لونه..ومرض كثيراً..وكان ستيف وأصدقاؤه يحاولون تسليته..بأن يخرج معهم إلى رحلاتهم..وكان يرفض..حاولوا أن يأخذوه إلى حفلاتهم وكان يرفض..حاولوا أن يقنعوه بأن يذهب مع فتاة ويتسلى ويغير من حاله التي هو عليها..وكان يرفض ويقول: (لقد خسرت كل شئ..خسرت زوجة رائعة وخسرت ابني..خسرت عائلتي!!) ورَفَضَت هي الحوار معه وجعلته ينتظر حتى رَضِيت..مدة سنة ونصف..لكنه بعدها عاد لها زوجاً رائعاً..وترك النساء نهائياً..وعاد مخلصاً..وصار أكثر التزاماً مما قبل..يقول ستيف هارفي..أصبحت تقول لنا زوجته دائماً : (زوجي الآن أروع مما قبل..ولا أعتقد أن فتاة لديها زوج رائع كزوجي!!)
هل سمعتِ من قبل الرجل يقول :تمنيت لو أن تضربني..تشتمني..بدلاً من أن تقاطعني او تصمت عني!! الرجل يعرف ان لا شئ يركعه أمام المرأة مثل الهجر الجميل والانتظار!! طبعاً بشرط..أن تكون هي على حق!!
وهكذا الانتظار بدون كلمة سلبية..تساعد الرجل على تغيير سلوكه السئ إلى إيجابي..الرجل يعرف خطأه..والرجل لايستمر في الخطأ إلاّ في حالتين:
1-إذا كانت المرأة راضية بخطأه خاصة إن كانت خائفة أن تخسره ولذلك تسكت على خطأه!! ولذلك يعلم نقطة ضعفها انها خائفة فيستمر!!
2-إذا كان أسلوبها في التعامل مع خطأه..أسلوب سئ!! هنا يعاند أكثر..لن يحس أنه أخطأ!! وسيرى أنكِ بأسلوبك تساويتِ معه..وكلاكما مخطئ..ليس هو فقط!!
الطريقة الوحيدة التي يفهم الرجل لوحده وبقوة وبقناعة قوية أنه مخطئ!! هي الهجر الجميل والانتظار!!
مثال آخر:
في إحدى المناطق لإحدى الدول العربية..عندما يترك الولد الدراسة..ولا يريد حتى أن يحصل على شهادة جامعية..ويبدأ يتمرد..ولا يريد أن يعمل ويريد أن يجلس هكذا بدون مسؤولية..يقوم الأهل بتغيير سلوك الولد بطريقة ذكية بأن يقنعوه بخطبة فتاة..وما إن يقتنع حتى يتحركوا بسرعة لخطبة فتاة..ويربطوه بهذه الطريقة بشئ حلو يحبه الولد..ويقولوا له أنت عليك المهر..وفعلاً يتحمس الولد وتزداد همته للعمل..ويبدأ يعمل من سنة إلى خمس سنين كأقصى حد..وقد يغترب في دولة أخرى ويتحمل عناء الغربة من أجل أن يحصل على الفتاة..في هذا الوقت الذي ينتظر فيه أن يجمع المال لكي يحصل على الفتاة..تشكلت لديه عادة إيجابية..وهي حب العمل وبذل الجهد وترك البطالة والفراغ!!..وحين يفتح منزلاً يكون قد تعود على العمل وبذل الجهد وتحمل المسؤولية..
وهكذا أيضاً عندما يكون الإنتظار مرتبط عند الرجل بشرط أنتِ وضعته له لكي يحصل عليكِ..فأثناء ما هو ينتظر..سيفكر ويفكر ويَزِن الأمور..وسيحسب ربحه وخسارته وهل هذه الفتاة مكسب له أم لا..وهل هي تستحق العناء وبذل الجهد وتغيير الطباع لكي تتناسب وشرطها..هل هي تستحق أم لا؟!
فإذا اقتنع..أنكِ رائعة..فإن الانتظار سيساعده كثيراً على تغيير سلوكه وطباعه لتتوافق وما تحبين منه..وستبدأ عملية تحول العادات السيئة إلى ايجابية خلال الانتظار..
كما يقول ناثان عمره 25 سنة في إحدى الكتب:
(إذا قدمتِ لنا ما نريد بسرعة..نبدأ لا شعورياً نتوقف عن الرومانسية ونتوقف عن محاولة الوصول لكِ في العلاقة ونبدأ نفقد احترامنا لكِ..لأننا ببساطة نريد أن نصل إليكِ بصعوبة..نريد أن تكون العلاقة صعبة..هكذا نحس أننا نستمتع في اللعبة مع الفتاة..هكذا نستمتع في اللعب حتى بلوغنا للفتاة..وهكذا نحترمكِ أكثر..ونحبكِ أكثر..ولكن إذا انتهت اللعبة بسرعة..فهذه خيبة أمل لنا..عندما نريد أن ندخل علاقة..فإننا نريد أن نصبح شخص أفضل مما كنا عليه من قبل..حتى وإن كنا نعاني ونتألم داخل العلاقة..لكننا نعرف جيداً أن هذا ما نريده أكثر..لكي نتحمس للوصول أكثر..ولكن أيضاً نريد الفتاة أن تجعلنا ننتظر..فإن لم تفعل الفتاة ذلك..فلن نستمر معها..سنتسكع معها لفترة ولكن سنتركها بعد ذلك إلى الأبد)
هذا ما نفهمه من كلامه..أن الانتظار يجعله يحترم المرأة أكثر..وأن عدم الإنتظار يجعله لا يقدّر العلاقة مع المرأة أبداً..وهكذا جعْل الرجل ينتظر..يعطي نتيجة إيجابية للرجل وللمرأة أكثر مما تعطيه الكلمة..ويعوّده على تكوين عادة ايجابية تريدها المرأه منه!!
ملاحظة على السر 15:
اسلوب الصمت أو الهجر الجميل والانتظار..أسلوب لا يصلح نهائياً لتقويم خطأ وسلوك الأطفال والبنات..نهائياً..إلا في حالات نادرة جداً..هذا الأسلوب قد يؤدي إلى انحراف الطفل أو البنت..وجعله فريسة سهلة لرفقاء السوء..الأطفال بحاجة للتعليم والصبر وأسلوب الصمت والهجر لا يؤدي هذه النتيجة بالاضافة إلى انها علامة على القسوة والجفاف..والأطفال والبنات هم أكثر من الرجال حاجة إلى الحنان والعطف بكثرة..فإن لمسوا القسوه منا..سيبحثون عن الحب في الخارج!!
هذا الأسلوب يصلح مع الرجال..لأن الرجل بطبيعته قد يأخذ نقاط في كلامكِ معه كعلامة على ضعفكِ ويستغلها ضدكِ..والرجل بشكل عام يعرف أن كثيرة الكلام هي السهلة والضعيفة..وكثيرة العمل وصاحبة السلوك والتصرف والهادئة هي المرأة الأقوى..لذلك الرجل يستوعب التصرف كردة فعل ويؤتي بنتيجة معه أكثر من الكلام الكثير..
هذه من أحب الأسرار عندي..لها مفعول عجيب على الرجل..أسهل طريقة لتغيير سلوك الرجل..بدون كلام كثير..بدون صراخ..بدون بكاء..بدون أي شئ..فقط الإنتظار كفيل بتغيير طباع الرجل السيئة إلى ايجابية..وهذا السر مرتبط بالسر 14 الذي قبله أيضاً..
بالنسبة للرجل..كونه يحمل في جسده هرمون عنيف جداً هو هرمون التيستيسترون..فإن طباعه السلبية سهلة الحدوث..إذا لم يكن مُدَرباً على التعامل مع ثورة الهرمون..فمثلاً عند الغضب بكل سهولة يستطيع أن يضرب..يكسر..يُدمّر..يعمل ما يحلو له..هذا سلوك سهل جداً جداً..وهو عادة سيئة..ولكن لكي يتعلم الرجل أن يكوّن عادة إيجابية عند الغضب..مثلاً يتعلم أن يكتم الغضب ولا يعبر عنه ويكون حليماً..هذه العادات الإيجابية ليست سهلة التشكل..بحاجة إلى تدريب..بحاجة إلى وقت كي تتشكل..وهكذا الرجل يتغير سلوكه..بالوقت..وما أجمل أثر الوقت في الرجل!!!
والله سبحانه وتعالى ذكر أن الانسان له بطبيعته البشرية خصال كثيرة سيئة منها : (الإسراف في الذنب ، الظلم ، الخصام ، العجلة ، البخل والتقتير ، الجدال ، الجهل ، الإعراض ، ارتكاب الذنب، الطغيان ، الجحود)..كل هذه الصفات قد تمر عليك في تعاملك مع الرجل أيضاً
والإنتظار هي أحد الأسرار التي ستساعدك على تغيير سلوك الرجل إلى سلوك إيجابي..وكما قلت في الأسئلة العشرة التي تحدد إن كنتِ فتاة ممسحة أرجل..أنكِ إذا لاحظتِ أنكِ تكثرين الكلام مع الرجل ولا تحصلين على نتيجة..إذاً أنتِ تسلكين مسلكاً خطأ!! تتعاملين مع الرجل من منطلق عقلك كإمرأة..وليس من منطلق عقل الرجل..
الرجل كما قلنا سابقاً..هو صنف عملي جداً..كثرة الكلام لا يفهمها..لا يفهمها!!..لا يفهم من بين كل كلامك الكثير..إلا مايريده هو..كما قال أيضاً مارك جونجر..إن أكثرتِ الكلام على الرجل..لن يأخذ من بين السطور..إلاّ عكس ما تقولين!!! هكذا يعمل دماغ الرجل عندما يكون موقف المرأة سلبي أو غير عملي..ولذلك لن تجدي نتيجة معه بكثرة الكلام..
الرجل بطبيعته قليل كلام..ولكنه ذو أفعال..رجل سلوك وفعل..ولذلك هو أكثر انجازاً من المرأة..يستطيع أن يحقق انجازات أكبر من المرأة..ولكي تصلي لنتيجة مع الرجل لابد أن تتعاملي معه بالسلوك والتصرف “الإيجابي”!!..وليس الكلام..وعندما تجعلين الرجل ينتظركِ حتى يحصل على مايريد منكِ..فإن هذا يُعتبر سلوكاً وليس كلاماً..وهو الطريقة الوحيدة التي لها مفعول السحر في الرجل..
مثال من السيرة النبوية:
قصة الصحابة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك..طبعاً تخلف من غزوة تبوك كثير من الرجال ولكن الأغلب كانوا منافقين..أما الثلاثة الصحابة الذين ذُكروا في السيرة..كانوا مؤمنين وذو صلاح ولكن كان في إيمانهم ضعف..وهنا كان دور النبي صلى الله عليه وسلم في تهذيب السلوك وتقوية الإيمان..وتشكيل العادة الإيجابية التي هي قوة الإيمان..وتفضيل الآخرة على الدنيا..
-الأول مرارة بن الربيع كان عذره في التخلف عن الجهاد أنه كان له حائط -بستان جميل-، وكان في ذلك الوقت قد أزهر وأينع وأثمر، فصار ينظر إليه ويتردد هل يذهب مع الرسول أو يبقى مع حائطه حتى فاته الغزو
-الثاني هلال بن أمية فكان له أهل قد تفرقوا، ففي ذلك الوقت اجتمع أهله وجمع من أقاربه في المدينة، فأحب أن يمكث معهم ويأنس بهم، وتردد في الذهاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فاته الغزو
-الثالث كعب بن مالك- فإن سبب تخلفه هو التردد، فقد كان كل مرة يريد أن يتأهب، ثم يحاول أن يتأهب فما يصنع شيئاً، فيعود مرة ثانية، وهكذا في اليوم الأول والثاني والثالث حتى فاته الغزو
وكان عقاب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم : الهجر..هجرهم الرسول صلوات الله عليه وسلامه وأمر الناس بهجرهم..لا يكلمونهم ولا يسلمون عليهم..دام الهجر خمسين ليلة..عانوا في هذه الفتره معاناه قاسيه جداً..جداً حتى أتى الفرج من عند الله سبحانه وتعالى وتاب عليهم..وفرحوا بتوبة الله عليهم..
هكذا يكون الإنتظار سلوك إيجابي وقوي لتغيير سلوك الرجل..ولتغيير طباعه السيئة إلى إيجابية..أما السلوكيات التي تتبعها المرأة مع الرجل من كلام وصراخ وشتم وغيره..لا يزيد الرجل إلاّ عناداً..ولا يزيده إلا سوءاً..
مثال آخر من السيرة النبوية:
قصة أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم..بعد أن بُعث النبي صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً للأمة..حاربته قريش وحاولت هد معنويات النبي صلى الله عليه وسلم فسعت لتطليق بناته رقية وأم كلثوم..ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم سُرّ بتلطيقهن وتخليصهن من بيت شرك وكفر وأكرمه الله بعثمان بن عفان زوجاً لبناته..وهاجر النبي وبناته وزوجاته إلى المدينة المنورة..وهاجر معه جميع المسلمين..وبقيت بنته زينب رضي الله عنها المتعلّقة بزوجها أبي العاص..وكانت رضي الله عنها أول من آمن مع أمها خديجة رضي الله عنها..وكانت مؤمنة..ولكن تعلّقها بزوجها لا يمت بصلة لإيمانها..التعلّق والحب لا دخل له بإيمان الإنسان..له دخل بإنسانية الإنسان..فالحب في علم النفس علامة على الصحة النفسية للإنسان..وكما قيل لأحد العلماء الصالحين “إن ابنك يعشق”..فقال : الحمدلله الذي صيّره إنساناً!! كان تعلّق زينب شديداً وإيمانها أيضاً شديد..ولذلك لم يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتطليقها من أبي العاص..احترم الحب وقدّر الحب كما قال البروفيسور طارق الحبيب..وأبو العاص كان ابن هالة بنت خويلد أخت خديجة..وكانت تحبه خديجة رضي الله عنها بشدة..وهي التي طلبت من محمد صلى الله عليه وسلم بتزويجه من ابنتها زينب..وكان معروف عن أبي العاص نبله ورقيه وأخلاقه الكريمة..فعندما حاولت قريش أن يطلق زينب ويفارق صاحبته وسيزوجونه بخير منها من كرائم عقيلات قريش..رفض أبو العاص تطليقها وهذا موقف أخلاقي كبير قدّره الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي العاص..ولكن أبا العاص سمح لها أن تذهب مع الصحابة الذين أرسلهم الرسول لأخذ زينب إلى المدينة المنورة..لأن الرسول أمرها بمفارقة أبي العاص..كان أبو العاص متعلّقاً بزينب..ولكنه كان في وضع غير مستقر ما بين حب زينب وحب قبيلته..كان لا يريد أن يخالف قبيلته ويترك دين آبائه وأجداده وخاف أن تقول قبيلته أنه تركهم وترك دينهم من أجل زوجته!! هنا نلاحظ أن الإيمان لم يتعمق في أبي العاص..على الرغم من أنه يعرف أن محمد على حق..فلذلك الرسول أخذ زينب من عنده..وتركه فترة من الزمن (الانتظار)..ليدرس واقعه..ليدرس أيهما يستحق التضحية..هل القبيلة المشركة التي على غير حق..أم زوجته التي يحبها المؤمنة والتي على حق؟؟!! أيهما على حق؟؟ دين الأجداد أم دين محمد؟؟! كانت هذه الفترة الزمنية والانتظار يجلس فيها أبا العاص يفكر ويقرر..وحتى يرتقي إيمانه إلى الحب العظيم الذي كان بينه وزينب..الرجل بطبيعته لا يقوم بشئ إلا إذا اقتنع به بقوة..ولا يحب أن يقتنع بسرعة..يحب أن يفكر كثيراً ويحسب حساب كل شئ..ولذلك كلام المرأة الكثير لا يفيد الرجل..بالعكس..قد يرهق المرأة..وهذا ما نلاحظه في قصة أبي العاص..لم تكثر معه زينب محاولاتها في أن يدخل للإسلام..وأجابت والدها في ترك أبي العاص..ومن بعدها أسلم وحسن إسلامه وكان من كبار الصحابة رضي الله عنهم جميعاً..وهكذا حافظ النبي على الحب وعمل على زيادة إيمان أبي العاص إلى أن دخل للإسلام..واستخدم الهجر الجميل والإنتظار في تقوية إيمان أبي العاص إلى مستوى رقي هذا الحب!!
قصة لستيف هارفي:
يقول أنه كان لهم صديق هو وأصحابه..وكان لديه زوجة رائعة وطفل منها..وكان يخونها مع النساء دون علمها..وفي يومٍ ما اكتشفت ذلك..وعرف هو أنها اكتشفت..ولم تقل له كلمة..ولم تنبس بشفة..فقط حزمت حقائبها وأخذت طفلها ورحلت إلى بيت والدتها..وجلس هو وحيداً في بيته..ومن بعدها زادت حالته سوءاً حتى نحل جسده..وتغير لونه..ومرض كثيراً..وكان ستيف وأصدقاؤه يحاولون تسليته..بأن يخرج معهم إلى رحلاتهم..وكان يرفض..حاولوا أن يأخذوه إلى حفلاتهم وكان يرفض..حاولوا أن يقنعوه بأن يذهب مع فتاة ويتسلى ويغير من حاله التي هو عليها..وكان يرفض ويقول: (لقد خسرت كل شئ..خسرت زوجة رائعة وخسرت ابني..خسرت عائلتي!!) ورَفَضَت هي الحوار معه وجعلته ينتظر حتى رَضِيت..مدة سنة ونصف..لكنه بعدها عاد لها زوجاً رائعاً..وترك النساء نهائياً..وعاد مخلصاً..وصار أكثر التزاماً مما قبل..يقول ستيف هارفي..أصبحت تقول لنا زوجته دائماً : (زوجي الآن أروع مما قبل..ولا أعتقد أن فتاة لديها زوج رائع كزوجي!!)
هل سمعتِ من قبل الرجل يقول :تمنيت لو أن تضربني..تشتمني..بدلاً من أن تقاطعني او تصمت عني!! الرجل يعرف ان لا شئ يركعه أمام المرأة مثل الهجر الجميل والانتظار!! طبعاً بشرط..أن تكون هي على حق!!
وهكذا الانتظار بدون كلمة سلبية..تساعد الرجل على تغيير سلوكه السئ إلى إيجابي..الرجل يعرف خطأه..والرجل لايستمر في الخطأ إلاّ في حالتين:
1-إذا كانت المرأة راضية بخطأه خاصة إن كانت خائفة أن تخسره ولذلك تسكت على خطأه!! ولذلك يعلم نقطة ضعفها انها خائفة فيستمر!!
2-إذا كان أسلوبها في التعامل مع خطأه..أسلوب سئ!! هنا يعاند أكثر..لن يحس أنه أخطأ!! وسيرى أنكِ بأسلوبك تساويتِ معه..وكلاكما مخطئ..ليس هو فقط!!
الطريقة الوحيدة التي يفهم الرجل لوحده وبقوة وبقناعة قوية أنه مخطئ!! هي الهجر الجميل والانتظار!!
مثال آخر:
في إحدى المناطق لإحدى الدول العربية..عندما يترك الولد الدراسة..ولا يريد حتى أن يحصل على شهادة جامعية..ويبدأ يتمرد..ولا يريد أن يعمل ويريد أن يجلس هكذا بدون مسؤولية..يقوم الأهل بتغيير سلوك الولد بطريقة ذكية بأن يقنعوه بخطبة فتاة..وما إن يقتنع حتى يتحركوا بسرعة لخطبة فتاة..ويربطوه بهذه الطريقة بشئ حلو يحبه الولد..ويقولوا له أنت عليك المهر..وفعلاً يتحمس الولد وتزداد همته للعمل..ويبدأ يعمل من سنة إلى خمس سنين كأقصى حد..وقد يغترب في دولة أخرى ويتحمل عناء الغربة من أجل أن يحصل على الفتاة..في هذا الوقت الذي ينتظر فيه أن يجمع المال لكي يحصل على الفتاة..تشكلت لديه عادة إيجابية..وهي حب العمل وبذل الجهد وترك البطالة والفراغ!!..وحين يفتح منزلاً يكون قد تعود على العمل وبذل الجهد وتحمل المسؤولية..
وهكذا أيضاً عندما يكون الإنتظار مرتبط عند الرجل بشرط أنتِ وضعته له لكي يحصل عليكِ..فأثناء ما هو ينتظر..سيفكر ويفكر ويَزِن الأمور..وسيحسب ربحه وخسارته وهل هذه الفتاة مكسب له أم لا..وهل هي تستحق العناء وبذل الجهد وتغيير الطباع لكي تتناسب وشرطها..هل هي تستحق أم لا؟!
فإذا اقتنع..أنكِ رائعة..فإن الانتظار سيساعده كثيراً على تغيير سلوكه وطباعه لتتوافق وما تحبين منه..وستبدأ عملية تحول العادات السيئة إلى ايجابية خلال الانتظار..
كما يقول ناثان عمره 25 سنة في إحدى الكتب:
(إذا قدمتِ لنا ما نريد بسرعة..نبدأ لا شعورياً نتوقف عن الرومانسية ونتوقف عن محاولة الوصول لكِ في العلاقة ونبدأ نفقد احترامنا لكِ..لأننا ببساطة نريد أن نصل إليكِ بصعوبة..نريد أن تكون العلاقة صعبة..هكذا نحس أننا نستمتع في اللعبة مع الفتاة..هكذا نستمتع في اللعب حتى بلوغنا للفتاة..وهكذا نحترمكِ أكثر..ونحبكِ أكثر..ولكن إذا انتهت اللعبة بسرعة..فهذه خيبة أمل لنا..عندما نريد أن ندخل علاقة..فإننا نريد أن نصبح شخص أفضل مما كنا عليه من قبل..حتى وإن كنا نعاني ونتألم داخل العلاقة..لكننا نعرف جيداً أن هذا ما نريده أكثر..لكي نتحمس للوصول أكثر..ولكن أيضاً نريد الفتاة أن تجعلنا ننتظر..فإن لم تفعل الفتاة ذلك..فلن نستمر معها..سنتسكع معها لفترة ولكن سنتركها بعد ذلك إلى الأبد)
هذا ما نفهمه من كلامه..أن الانتظار يجعله يحترم المرأة أكثر..وأن عدم الإنتظار يجعله لا يقدّر العلاقة مع المرأة أبداً..وهكذا جعْل الرجل ينتظر..يعطي نتيجة إيجابية للرجل وللمرأة أكثر مما تعطيه الكلمة..ويعوّده على تكوين عادة ايجابية تريدها المرأه منه!!
ملاحظة على السر 15:
اسلوب الصمت أو الهجر الجميل والانتظار..أسلوب لا يصلح نهائياً لتقويم خطأ وسلوك الأطفال والبنات..نهائياً..إلا في حالات نادرة جداً..هذا الأسلوب قد يؤدي إلى انحراف الطفل أو البنت..وجعله فريسة سهلة لرفقاء السوء..الأطفال بحاجة للتعليم والصبر وأسلوب الصمت والهجر لا يؤدي هذه النتيجة بالاضافة إلى انها علامة على القسوة والجفاف..والأطفال والبنات هم أكثر من الرجال حاجة إلى الحنان والعطف بكثرة..فإن لمسوا القسوه منا..سيبحثون عن الحب في الخارج!!
هذا الأسلوب يصلح مع الرجال..لأن الرجل بطبيعته قد يأخذ نقاط في كلامكِ معه كعلامة على ضعفكِ ويستغلها ضدكِ..والرجل بشكل عام يعرف أن كثيرة الكلام هي السهلة والضعيفة..وكثيرة العمل وصاحبة السلوك والتصرف والهادئة هي المرأة الأقوى..لذلك الرجل يستوعب التصرف كردة فعل ويؤتي بنتيجة معه أكثر من الكلام الكثير..