عزيزتي .. هلا تركت ما في يديك ، أريد أن أحدثك بشئ مهم ؟
اممم ، لحظة
حسنا ، مالأمر ؟
إحم ، ما رأيك ب ...
أقصد لو أنني ... اممم
مابك ؟ أخبرني
باختصار وبلا مقدمات أفكر بالزواج من أخرى
لحظة صمت
هل هذا هو الشئ المهم ؟
أوه أرجوك دعني أواصل مشاهدة هذه الحلقة فالأحداث فيها مشوقة
أحدثك بجدية
هل تسمعينني ، هلوووو ؟
ماذا الآن !
أخبرتك
وأنا أوضحت لك رأيي ، هذا ليس قراري بل قرارك
مالذي تقصدينه ؟
تستدير إليه على مهل ، تضع إحدى قدميها على الأخرى ، تلتقط قطعة حلوى وتتناولها ، تغمض عينيها بتلذذ
ثم تفتحهما ببطء ، تتأمل ملامحه المتشنجة ، تمرر يديها بلطف على وجهه ، تسأله بحنو زائف
مابك حبيبي ؟
لا أفهم سر انفعالك
إن لم تفهم ما قلته فسأكرره لك مجددا
وتهمس ببطء متعمد ، بنظرة تحمل ألف معنى ومعنى وابتسامة جانبية ذات مغزى
عندما .. تقرر .. أنت .. أن تتزوج .. بأخرى .. فالأمر .. ليس .. من شأني ..
هذا .. قرارك .. وأنت .. وحدك .. المسؤول .. عن .. تبعاته
ولكن ..
بدون ولكن .. تذكرت شيئا مهما
يالله ، تأخر الوقت ، يجب علي أن أبدأ بإعداد العشاء
حقا ، أنا لا أريد شيئا
ولو ، أنت حبيبي وسأدللك الليلة بطبق مميز
وتسرع للمطبخ قبل أن يفتح فمه بشئ
تركته وهو يضرب كفا بكف
مالذي أصابها ؟
بينما هي كانت تقف في المطبخ تحاول أن تكتم صوت ضحكاتها لكي لا تصل إليه
تفتح الثلاجة وتتناول ما تحتاجه وتبدأ بإعداد طبق مميز وتفاصيل خطة تعذيب الضحية تتضح شيئا فشيئا
سيدفع الثمن
حتما
زواجه من أخرى لايعد كابوسا بالنسبة لها
هي تثق في قدرتها على سلبه لبه على الدوام
هي تثق بنفسها ولا تثق به
لا تهمها أسبابه برغبته في الزواج
الأمر لا يتعلق بها
هو كان دائما راضي ، بل وأكثر من راضي
الأمر يتعلق بالفطرة التي خلق عليها
هو رجل ، كغيره من الرجال
هي لن تحاسبه على فطرة جبل عليها
الأصل في الرجل التعدد
عدم الرغبة في التعدد هو النادر والشاذ
ورغما عنها بدأت أفكارها تتجه إليها
غريمتها
غريمتها ...
ماهذا الذي تقوله ؟
هي لا منافس لها ، بلا غرور
ستكون المتربعة على عرش قلبه دوما
المميزة ، الخاصة مهما تعددت نساؤه
ولو بلغن الألف
وكل هذا سيأتيها دون أن تجتهد في ذلك
لن تحارب في معارك خاسرة
ستربحه أكثر كلما اقتربت من ربها أكثر
كلما اعتنت بنفسها أكثر
كلما سمحت لجمالها وجاذبيتها وسحرها أن تتحرر
آه ، وماذا عن الغيرة ؟
سنجد لها حلا
هي واجهت حتى الموت لأجل سعادتها
كادت تفقد حياتها في المخاض وأكثر من مرة
هل ستستسلم للغيرة الآن ؟ هل ستدعها تنتصر عليها وتحرمها نصيبها من السعادة ؟
إذن قضي الأمر
سواء قرر أن يمضي في قراره أو تراجع
هي المنتصرة في الحالتين
وضعت اللمسات الأخيرة على الطاولة الصغيرة
كم تحب هذا الركن في مطبخها
يجعلها تشعر بالدفء والحميمية
تحب أن تجمله دوما وتضيف له الإكسسوارات والشموع والورد
حينما تتناول العشاء هنا مع فارسها تشعر وكأنها في إحدى المطاعم الفخمة أو إحدى القصور الملكية
لم تضف الكثير فقط لمسات بسيطة سحرية هنا وهناك
لكن النتيجة النهائية مذهلة
خرجت من المطبخ إلى غرفتها
لم تحتج الكثير لتتحول إلى سندريلا فهي تعتني بنفسها دوما
اتجهت إليه ، أزاحت الحاسوب برفق وشدته إليها
لحظة .. أعطيني دقيقة
ولا نصف دقيقة ، أنت لي الآن
نحن على موعد مع السعادة
سنتأخر
سمحت له بأن يديرها دائرة كاملة ليتمتع برؤيتها هكذا
سمحت له بأن يعتصرها بين يديه بحب
تحب هذا الرجل
تحبه
وليست مستعدة لخسارته
هو فارسها ، حلمها
يسعدها و يشعرها بأنها ملكة
ستحارب لأجله
ستحارب الدنيا
مخاوفها
مشاعرها
ستحارب الجميع
لأنه يستحقها
ستنسى كل شئ الآن
وتنعم بكل هذه السعادة
لن تقلق حول ماهو قادم
فقد لا تعيش حتى ذلك اليوم
ستعيش اللحظة
ستشكر هذه النعمة لكي تدوم
وستدعو
وتدعو