الركيزة الاساسية للإقناع بالإيحاء هي " اللغة الملتونية " وتلك اللغة الملتونية هي التي تستخدم في التنويم الإيحائي أو كما كان يسمى بالتنويم المغناطيسي، اللغة الميلتونية لغة عجيبة واسلوب بديع في الدخول إلى عالم اللاواعي.
فهي تخاطب اللاواعي عند الإنسان وتنفذ إليه مع موافقة الواعي وعدم اعتراضه عليها وهي لغة إيحاء وتأثير على الآخرين وهي مصدر أساسي للتأثير على الآخرين .... سواء أكان ذلك في وسائل الإعلام أوالعلاج النفسي أو تربية الأبناء ... أو التعليم ... أو إدارة الموظفين.
من خلال التجارب والخبرات والتطبيقات لهذه اللغة على المتدربين وعلى الطلاب ثبت ان لها اثارا سريعة المفعول بشكل مدهش.
سميت الميلتونية نسبة إلى الدكتور ميلتون أريكسون، كان أستاذ التنويم الإيحائي ويسمى " أبو التنويم الإيحائي" أو المغناطيسي كما يسميه البعض .
هذا الرجل كان لديه قدرة بارعة في إدخال الشخص المقابل في حالة تنويم،ولقدرته البارعة ..كان لافتا للانتباه !!
فلا يستطيع أحد أن يقاوم قدرة ميلتون على إدخاله في حالة تنويم ..
إدخال الشخص في حالة تنويم .. معناها : أن المنوم استطاع أن يُغيب عقله الواعي واستطاع أن يصل تماما لعقله الباطن ومن ثم بدأ يخاطب العقل الباطن ويتحدث معه !
و هذا ما سنحاول القيام به: تمرير ما نريده للعقل الباطن للزوج من خلال اضعاف العقل الواعي.
لماذا يجب علينا اضعاف العقل الواعي؟
لأن أي كلمه أو خبره او إدراك تمر من خلال الواعي
فإذا قبلها مررها للعقل الباطن الذي يقبل كل شيء على إنه حقيقه فهو لايفرق بين الحقيقة والخيال فبهذه الخصائص
تؤثر في قبول أي شئ نريده أن يصل له يعني إذا قبل الواعي ماأريد إقناع غيري به فإنه سيمررها للباطن
وسيقبلها بدون تحليل يعني انني بهذا استطعت أقناعه والعكس صحيح.
مثال:
اجتمعت اربعة نساء لمقابلة صديقة لهن في مكان ما فلما رأتها الاولى سلمت عليها وقالت (ماذا بك
يبدو عليك التعب) وقالت الثانيه( نعم صحيح فوجهك اصفر)
والثالثة قالت(ربما التقطت عدوى الإنفلونزا) والرابعة مصمصت شفتيها و قالت (يا عيني عليك يختي كنت زي الوردة المفتحة).
ماذا ستفعل؟ ستشعر فعلا انه مريضها حتى لو كانت بصحة جيده لان قناعة العقل الباطن تنعكس على حالة الشخص الجسمية والنفسية،
فالرسول صلى الله علية وسلم كان اذا زار شخص مريض يقول له لابأس طهور ان شاء الله وهي كلمات ذات ايحاء رائع يقصد بها ان لا بأس بك وانما المرض تطهير لك والذي سيكون بعده الشفاء باذن الله(ايحاء للعقل الباطن ايجابي).
تعبيرات لغة ميلتون:
1. الافتراضات:
وهو ان نفترض في الجملة التي نتحدث بها افتراض ايجابي، مثلا ان تقولي لزوجك و انت تعرضين عليه موضوعا: "انا متاكدة انك ستجد حلا مرضيا لجميع الاطراف"، مثال اخر ( زوجة تشتكي تقول :انا دائما اقول يآبو فلان حبني انت ليش ماتحبني)
فهي تفترض لعقله الباطن انه مايحبها ،و تعزز هذا الإفتراض كل مرة حتى يصبح واقعا.
كان الاجدر بها ان تقول : انا اريدك انتحبني اكثر فهذا يعني انه يحبها ولكن تريد الزيادة و هذا ما سينطبع في عقله الباطن.
2. قراءة الافكار:
تتكلم هنا معه و تفترضين أنك تعرفين ما يدور في داخله و ما يفكر فيه، كأننا نأخذ ابرة ونحقنها في العقل الباطن
لنفترض اننا نعرف ماذا يفكر به.
كأن اقول لزوجي : انك الان تشعر براحة اكثر عن الايام السابقة
فالحقيقه انا لا اعرف فعلا ولكن هذا بمثابة حقن هذه الفكرة في عقلة الباطن،فتصل فكرة الشعور بالراحه له لانها قد تكون موجودة ولكن بنسبة ضعيفة،
يعني اذا كان مرتاح نوعا ما فسوف تزداد الراحه
وربما يكون مرتاح جدا فسيقول : والله انت مذهل كيف عرفت ذلك؟
او اقول له :انا اعرف انك لن ترد طلبا لحبيبة عمرك..
هذه الكلمة لها اثر ايجابي و حقنت هذه الفكرة للعقل الباطني: انت شهم و كريم و تحب هذه المراة و تسعى لإرضائها، و سيسعى لتحقيق ما طلبت و لو كان في الواقع نذلا و بخيلا ؛)
3.عامل الإمكان و الرغبة . . وليس الضرورة:
عندما اقول : انت ترغب بالإنتهاء من هذه المشكلة.. ويقول نعم
هل الرغبه صارت منطلقه منه هو والا مني انا؟
طبعا منه هو..
مثلا اولادك يدرسون في مدرسة حكومية و ترغبين في نقلهم لمدرسة خاصة لانو المناهج احسن و عدد الطلاب اقل و المتابعة اكبر، لكن زوجك غير راغب في تحمل مصاريف إضافية.
إذا قلت له: لازم تنقل الاولاد...او انا لا احب ان يكون اولادي في مدرسة حكومية..لن ينجح الامر لانك تحسسينه بانك تعطين اوامر و عليه التنفيذ، او انك تعديت على سلطته الذكورية في إتخاذ القرارات.
بينما: حياتي إنت اكيد تريد ان يكون اولادك متفوقين و مرتاحين و يصلوا إلى اعلى المراتب و ترفع راسك فيهم.
==> في عقله الباطن، هو من يريد نقل الاولاد و هو صاحب القرار الاول و الاخير.
هذه المهارة مفيدة جدا و هي الاهم لانها ترضي غرور الرجل الشرقي(لا اعني هنا النمط الشرقي).
(يتبع)