السلام عليكم ورحمة الله
اخواتي الغاليات أعلم مدى حرصكن ومتابعتكن للمذكرات .. وهذا ما يجعلني انتهز كل فرصة للكتابة لشعوري بالمسوؤلية اتجاهكن ..واتجاه مذكراتي حتى أكملها .. وتوقفي لبعض الوقت سبق وان قلت وما زلت أقول انه ليس تقاعسا مني أو كسل ..بل والله انشغال وظروف تجبرني على الابتعاد قليلا مع طلتي احيانا وفي أوقات متأخرة على المنتدى وبصورة سريعة للاطلاع ولمحاولة الرد على الاقل ..
واشكر كل الاخوات اللاتي يعذرنني بتأخري ..وعدم مواظبتي اشكرهم على صبرهم وسعة صدورهم ولكل اخت تتفهم انني لا أكتب سردا لقصة ..لكنت كتبتها في جلسة واحدة وانتهيت منها سريعا لكنني اسرد اهم الاحداث التي مررت بها وافصلها بمشاعرها وتفاصيلها الصغيرة عسى ان تستفيد منها الاخوات .. واتمنى من الاخوات اللاتي يستعجلنني ويلمحون بتقصيري وتقاعسي ..ان تسعني صدورهن ..فهذه قدرتي ..واعتذر للجميع دائما عن التأخير الخارج عن ارادتي .. ولكثرة ما رأيت من ردود تستعجلني قسمت هذا الجزء لجزئين وما اخبرتكم به من مفاجئة ستكون بالجزء التالي ..لانني لم استطيع ان أتأخر عليكن اكثر من ذلك ..دعواتي للجميع بالتوفيق والسداد ..
كان يزور أبناءه في شعر شعبان وفي وقت نفاس بدور إما في فترة الغداء أو ساعة بعد الظهر..
وعندما هل شهر رمضان...
سألتها والدتها الحنون والتي تحمل همّ الجميع.. عن حمد وحاله في رمضان وزوجته لم تنتهي من نفاسها بعد ومازالت في بيت أهلها ..أين يفطر ..؟؟ ومن يهتم به في هذا الشهر ..!!
وأقنعتها أن تسمح لأبنائها بأن يطلبوا من أبيهم الحضور على وجبة الإفطار معهم كل يوم وتحتسب الآجر في ذلك وأن تنسى الخلاف ..فهو شهر الخير والصيام والقيام.. حتى وان رغبت عدم مصالحته والاكتفاء بالاهتمام به من بعيد..
فكان حضوره على وجبة الإفطار شبه يومي إلا في بعض الأيام التي تعرف سارة من عدم حضوره انه عند بدور وأهلها ....
لكن الأمر لا يهمها... لم تكن تعاني من ذلك كالسابق فهم منفصلين... و تنتظر طلاقها في أي لحظة..
كانت تصعد غرفتها قبل حضور حمد و تمكث فيها حتى يغادر المنزل... وكانت تمر عليها ديمة من وقت لآخر لترى إن كانت تحتاج شيئا ..
وفي إحدى ليالي رمضان مرضت سارة وأصيبت بحمى ...
لدرجة أنها لم تستطع أن تقف أو ترفع رأسها منذ ليلة البارحة ولم يعلم بها احد... فأبناءها يعتقدون أنها نائمة أو متضايقة وتريد أن تنفرد بنفسها كعادتها بعد زواج أبيهم
حتى مرت عليها ديمة بعد صلاة العشاء وكانت ما زالت في فر اشها ولم تنزل لإعداد وجبة الفطور مع الخادمة ...
ولم تتناول إفطارها الذي أحضرته لها الخادمة....ارتعبت من منظرها وعندما وضعت يدها على رأسها وجدت حرارتها مرتفعة جدا فأسرعت بإحضار خافض للحرارة وعصير وكمادات ماء باردة وأخبرت والدها الذي كان بزيارتهم تلك الساعة ..صعد أولادها إليها قلقين ومرتبكين ..حاولوا أخذها إلى المستشفى ..فرفضت لأنها لا تستطع حمل نفسها.. وحاولت طمأنتهم بأنه بخير وسوف تتحسن بعد أن تجلس تحت المياه الجارية وتنخفض الحرارة .
كان حمد مازال في الأسفل ولم يصعد ..
.رغم انه يرى الخوف باديا على وجوه أبنائه والقلق على والدتهم …
لكن سارة تفاجأت..
بوقوفه أمامها... وهي تحاول النهوض ....لم تكن تريد رؤيته ...
ولا تريد مساعدته .وكانت تفضل أن تموت على أن يلمسها ...
لكنه حاول أن يسحبها بقوة مع أبنائه وهو يصرخ بها :
: ..قومي يالله روحي المستشفى ..حرام عليك ..حرام عليك ..روعتي عيالك خلاص يكفي ..إن كنتي مريضة صدق تعالي نروح المستشفى ,,لا تقعدين كل شوي تروعين العيال ..!!
مزق كلامه القاسي في لحظة ضعفها ..كل شيء في داخلها ..
وأدمى صراخه .. جراحها العميقة ..
فتمنت أنه لم يصعد ولم يسمع أبنائها تلك الكلمات التي لا تصدق أن يتفوه بها حمد ...!!
وتمحو هذه اللحظة قبل حدوثها ..
وحاولت سحب يدها منه ..
لكنه ..سحب يدها مرة أخرى وبقوة.. لدرجة أن الألم استمر معها أيام ..
كانت في تلك اللحظة وهو ينطق بتلك الكلمات.....
تشكو من هبوط حاد.. و تيبس شفاهها و جفاف ريقها ..
لا تستطيع النطق... لتصرخ به..
أن يبتعد عنها ..أن يدعها
فهي لم تطلب مساعدته
ولم تكن بالقوة.. لتسحب يدها منه... وتدفعه عنها
شعرت بالضعف الحقيقي والقهر ....
جرحها تفكيره .. وظنه السيئ ..
حتى بمرضها …
لم يرتح سعود لرفضها الذهاب للمستشفى وقسوة أبيه التي لم يعتادها ... فخرج مسرعا لإحضار طبيب إلى المنزل فورا
وعند وصول الطبيب رافقه حمد إلى غرفة النوم حيث كانت سارة ممدة على السرير …و شبه غائبة عن الوعي ..
و تئن من شدة الحرارة ..و الإغماء....
..
ومع ضجيج دخول حمد وأبنائها و الطبيب ..وبتثاقل .
.فتحت عينيها ... فرأت حمد ..
.. .. وما زالت تبدو على وجهه علامات الغضب ..!!
لم تعلم أن سببها.. اعتقاده أنها تمثل عليه دور المريضة لكي يصعد إليها ..!!
شخّص الطبيب حالتها بأنها هبوط حاد في الضغط وارتفاع بالحرارة ناتج عن نزلة برد شديدة ….
وكتب لها أدوية وطلب مكوث الممرضة معها حتى يرتفع ضغطها قليلا وتنخفض حرارتها
ثم رافق حمد خارج الغرفة ..
تحسنت حالتها قليلاً بعد أن أعطتها الممرضة مغذيا بالوريد ..وبعض المضادات والأدوية التي وصفها الطبيب..
وتركها الجميع لتنام ..
و بعد منتصف الليل استيقظت بعد أن ساءت حالتها مرة أخرى و شعرت بألم ودوار وغثيان ...
.لم تستطع أن تنادي أحدا ..
فسحبت جسدها المريض سحبا وهي تتخبط في ظلام الغرفة ..
وخرجت من غرفتها تريد غرفة ديمة ...
التي شعرت بخروجها من غرفتها... ركضت إليها.. وهي تناديها ..
.يمه ...ليش قمتي من فراشك ..ايش فيك
.طلبت منها أن تسقيها.. و تسكب عليها ماء بارد قبل أن تفقد وعيها.
رمت بجسدها على أرض الممر بين غرف النوم فلم تستطيع أن تكمل طريقها عادت ديمة مسرعة
وناولتها الماء لتشرب ومسحت على وجهها بقليل من الماء ...
وحاولت أن تساعدها على النهوض فلم تستطع
شعرت سارة بضعفها وقلة حيلتها ….
ولم تكن تعلم بوجود حمد الذي لم يخرج من المنزل ومكث ليلته تلك في غرفة الجلوس مع أولاده ..
ولأول مرة في شهر رمضان يمكث حتى ذلك الوقت المتأخر .
عند سماعها لصوت حمد في الأسفل طلبت من ديمة أن تساعدها هي وأخيها وسعود لتعود إلى غرفتها لكنها لم تستطع النهوض ومساعدتهم
فذرفت دموعها لضعفها وقلة حيلة أطفالها ....
وقسوة حمد وشكوكه ...
كانت تفتقد حمد بحنيته التي عاشت بها معه سنوات عمرها............ والذي كان يحتضنها بمثل هذه اللحظات .. ويجلس بجانبها
وتساءلت بنفسها ...أين حمد الحنون ...؟؟
الذي كان يضع كمادات الماء البارد على رأسها عند مرضها ...
ويجلس بجوارها حتى تتشافى ..؟؟
أين حمد المتلهف على صحتها ...؟؟
.لم تستأذنها دموعها الحارة لتنسكب على خدها ..
فلا معين لها في تلك اللحظة من مرضها وهذا (الحمد) إلا الله سبحانه وأطفالها بضعفهم وقلة حيلتهم ..
رفضت الذهاب إلى المستشفى وهي بتلك النفسية..
فناولتها ديمة دواءها .. وهي في مكانها ذاك في الممر
وبعد مرور وقت قصير
بينما هي كذلك رفعت رأسها لتشاهد أقدام حمد الذي كان يقف أمامها مد يده ليساعدها مع أبناءها على الوقوف والذهاب إلى سريرها ..
لكن علامات الغضب قد زالت من على وجهه ..
كانت تسحب يدها منه..
وتحاول أن تدفعه فهي لا تريد الاقتراب منه ..ولا رؤيته ..
وهو يشكك بمرضها ..
لا تريد سماع صوته...
وهي التي تقطع قلبها أشلاء شوقا إليه....
في الشهر الذي افترقا فيه
.وقبل أن يصرخ بها في لحظة ضعفها ..
طلب حمد من أبناءه المغادرة ..لأنه سيبقى هو مع أمهم
تعجبت ..!!
.ماذا يريد ..؟؟
ولما يغلق باب الغرفة ..؟؟
وبصمته المعتاد...
وضعف جسدها في تلك الساعة ...
احتضنها بقوة وبدأ في تقبيلها ..
شعرت بشوقه الكبير لها ..
لكنها لم تستجيب له فما زال قلبها يشكو جراحه
وهي مريضة ..هزيلة ..
واستمر في تقبيلها ..واحتضانها طوال الليل ....
وقبل آذان الفجر أحضر لها بعض الأكل وكأس لبن لتتناول سحورها ..
وفي الصباح ذهب لعمله ..
.لم يكن لفعله أي تفسير لديها ولا تعلم ما ينوي فعله ..
وهل يعتبر استغلاله للحظة ضعفها ومرضها عودة المياه إلى مجاريها ..؟؟
..وهل عليها أن تنتظره ..!!
وخاصة بعد ما حدث بينهما ليلة البارحة ..!!
لا تريد أن تعود المياه إلى مجاريها بقبلة وحضن ..
تريد أن تعود لها كرامتها ..
تريد أن يعرف خطاه ..
آن يندم على ما فعله ..
تريد الراحة بالعدل ..
لكنها ...
لا تريده الآن ...
لا ..ليس الآن ...
ولا تريد العودة له بتلك الطريقة ..
لكنها احتارت ...!!
...هل سيأتي ..؟؟
وهل سيلومها أبنائها إن طلبت منه أن لا يأتي ..؟؟
أم تستعد لمجيئه بتحضير فطوره وانتظاره كالسابق ..!!
حضر للفطور ..ولم تنزل له ....تشاغلت عنه بغرفتها ..
لكنه طلب من أولاده أن تنزل معهم لتناول الفطور
فنزلت بعد تردد ..وحيرة
بعد الفطور لصلاة العشاء والتراويح ولم يعد ..
احتارت بوضعها جدا فهل سيعود لينام ..؟؟
وخاصة بعد ما رأته منه من تودد
لكنه لم يذكر شيئاً عن نومه ..!!
أرادت أن تقطع الشك باليقين ..
فأرسلت له رسالة عر هاتفه الجوال ..
تسأله إن كان سيعود ..
فأرسل رسالة قطعت كل أمل لديها فيه
وكانت قاصمة لظهرها
أرسل يخبرها بتعذر عودته هذه الليلة وليلة الغد لظروف خاصة ...!! وسيعود بعدها ...
صعقت برده ...!!
فما هي تلك الظروف التي تمنعه من العودة لمنزله ..؟؟ وبدور في فترة النفاس وما زالت عند أهلها ...!!
لم تتألم كثيرا هذه المرة ...
بل لا مت نفسها على سؤاله وتمنت أنها لم ترسل له ولم تسأله
لأنها علمت فيما بعد أن بدور انتهت من فترة النفاس
وسيقضي أيامه المقبلة معها..
فعرفت لما شك بنواياها أثناء مرضها...!!
هل يظن أن الغيرة اشتدت عند ها لدرجة ادعاءها المرض...!!
وأرادت أن تلفت انتباهه لها في فترة خروج بدور من النفاس ...!!
فأرسلت له رسالة تعيد لها كرامتها التي استباحها ..
تحمل فيها الشكر .بسخرية .. والألم ..والرفض له وختمته بدعاء صادق
قالت فيها ) أشكرك حمد من أعماق قلبي على وقوفك بجانبي ليلة البارحة ..شكراً على قبلاتك وأحضانك ...شكراً على حنانك وعطفك الذي منحتني إياه ..
وأعتذر.. فأنا ما زلت أرغب في الانفصال ..
وتستطيع أن ترى أطفالك متى شئت كما في السابق فهم بحاجتك
مع دعواتي الصادقة لك بالسعادة مع من تحب .وأن يجعلها ليلة سعيدة علينا وعليك ...