جواب الدرس الحادي عشر: الإقـــــــــــنـــــاع
الكثير من الزوجات يسألن....
ماهي طريقة إقناع الجنوبي؟!!
وكيف أقنع الجنوبي بكذا... وكذا.....؟!!
وكأن الجنوبي شخص معقد صعب المراس
لكن لو ركزتي أيتها الزوجة قليلاً... ستجدين أن هناك الكثير مما إستطعتي إقناع الجنوبي به...وبعضاً منها بسهولة تامة وعند أول محاولة
لكن فيما لم تستطيعي إقناعه به, فأنت بحاجة لمراجعة طريقتك لذلك
كما قالت الأستاذة ناعمة الهاشمي:"الجنوبي من السهل إقناعة, حتى بحبك يمكنك إقناعه ...إن عرفتي فقط الطريقة الصحيحة"
والطريقة الصحيحة هي التي توافق منطق الجنوبي وفهمه للأمور من منظوره الخاص لا منظورك
وهذا يتطلب منك فهم طبيعته وطريقة تفكيره
أضيفي لذلك...
ثقتك بنفسك و إتقانك العزف على وتر العاطفة
ولشرح ذلك سأبدأ معك من نقطة مهمة وملاحظة بكثرة..
لماذا ينجح الآخرون في إقناع الجنوبي فيما تفشلين فيه على الأرجح..
وأقصد هنا .. إقتناعه التام وليس مجاملته لهم أو خوفاً منهم""
يكمن ذلك لعدة أسباب سأسلط الضوء عليها من مثال معين:
(إحدى الأخوات سألتني كيف تقنع زوجها الجنوبي بالإلتزام بالوعد الذي كان بينهما بشأن القرض الذي سيأخذه ليسدد به ديونه وأقساطه
فيخف العبء من على راتبه الذي لا يتبقى منه شيئا يذكر آخر الشهر
وكيف تصرف نظره عن تلك الفكرة التي أقحمها أصحابه وإخوانه في عقله فتبناها بإقتناع تام, وهي أن يستثمر أموال القرض بكاملها في مشروع يدر عليه أرباحاً كما يعتقد هو (أي الزوج)...
وغير مضمون الربح ولايناسب طبيعة الجنوبي المسترخية كما تعتقد هي (أي الزوجة)
ياترى مالذي جعل الجنوبي يتخلى عن وعده الذي سيرفع عنه كاهل الديون ولو جزئياً, وإقتنع بفكرة جديدة وغير مضمونة الربح؟
السبب يكمن في الطريقة التي أدت لإقتناعه
الآخرون يستخدمون معه الإسلوب الودّي
يعرضون ما يقولون من باب المحبة والحرص والخوف على الجنوبي وتمني الأفضل له فيصبح أكثر إسغائاً لهم
لكن لا يعني بأنه سيقتنع فوراً, بل إنهم يضيفون لذلك
يسردون كلامهم كمعلومة خبرية مدعومة بأدلة وبراهين من تجاربهم وتجارب غيرهم
سواءاً كانت هذه المعلومة تدفعه لعمل ذات الشيء أو تردعه عنه
و يصورون له الأمر كإقتراح يحق له رفضه أو قبوله
وليس كخيارات تزيد من تردد الجنوبي ومن المحتمل أن تصرفه عن الموضوع
كما يصورون له الأمر على أبسط صورة وأنه سهل لا يشكل عبئاً ولا يتطلب جهداً فيتشجع لأنهم لامسوا حبه للإسترخاء.
أيضاً يركزون على النتائج المثمرة والمغرية التي يسيل لها لعاب الجنوبي
ويستثمرون العاطفة في بيان تأثير هذه النتائج عليه وعلى عائلته وأهله ومستقبل أبناءه.
(نتائج مغرية +جهد لا يكاد يذكر= هدية مجانية يسعى لها الجنوبي+خير يعم الجميع للجنوبي اليد الطولى فيه)
كما أن الآخرين يكونون واثقين من أنفسهم لايظهر عليهم التردد وهم يعرضون فكرتهم وإقتراحهم
ثم يعطونه مجال ليفكر فلا يلزمونه الإجابة في حينه
و من ثم يعاودون عليه الإقتراح بعد فترة مع سردهم المزيد مما يدعّم آرائهم ويسألونه رأيه بكل وضوح
في حال عدم إقتناعه أو حتى شعورهم بذلك فقط...يظهرون نوعاً من الحزن والأسى
لكن لا يغضبون منه ولا يعاقبونه بأي شكل من الأشكال على ذلك
قيسي على المثال السابق...إقتناع الجنوبي بالسكن مع أهله ورفضه الخروج لسكن مستقل...وكثرة سفره مع أصحابه...إلخ
أضيفي إلى ذلك إقتناعه بسرعه في كثير من الأمور التي تظهر حبه لمساعدة الآخرين أو تظهره بمظهر الكمال
إذا كيف ستكون طريقتك في إقناعه؟
تماماً بنفس طريقة الآخرين
إستخدمي العبارات الودية المناسبة لما تريدين إقناعه به
بإظهار حبك وإهتمامك به أو حرصك على صورته وسمعته بين الناس
حتى لو كان الأمر خاصاً بك....
ومن أمثلة ذلك
- "يا عمري.. لأني أحبك وأعزك فأنا أريد أن تكون صورتك دائماً جميلة أمام الناس... بودي لوتذهب بي لشراء فستان , أو تغيير أثاث المنزل, أو شراء هدية , أو ......
وبالطبع أنت تتمنى لي الأفضل لكن كلام الناس وتهامسهم لا يرحم وأنا لا أرضاها عليك ولاعلى نفسي......"
"لأني أحبك ويهمني أمرك وأخاف عليك من عذاب الله في الدنيا قبل الآخره, ألاحظ تقصيرك في بعض الصلوات...صحيح أني لا أملك محاسبتك وربما لا تتقبل كلامي لكونه صادر من إمرأة ضعيفة
لكن كما قلت لك أنت زوجي وحبيبي وتهمني جداً وإلا لما ذكّرتك مراراً"
إعتمدي هذا الإسلوب لإقناعه ولا تستهيني به... ثقي بي
ولا تلتفتي للعبارات التي يصدرها كـ " الناس لا يهمونني, ولا شأن لهم بي, وما شأنك أنت....وما إلى ذلك"
بل أظهري ثقة بنفسك وبما تقولين ولا تنفعلي من ردوده تلك فهي دفاعية يواري خلفها تأثره الحقيقي.
وحتى وإن لم يقتنع ظاهرياً بكلامك.... فهو وضعه في الحسبان كما وضع إهتمامك وحبك له
-أيضاً عندما تريدين إقناعه بأمرٍ ما ....فلا تعرضيه من منطلق آرائك ونظرتك الشخصية
بل إستعيني بكم هائل من المعلومات المتعلقة بما تريدين مع سرد الكثير من التجارب وكأنك تروجين لمنتجٍ ما
عندما تريدين إقناعه بشيء يتعلق بإسترخائيته وتقاعسه, كإصلاح أعطال المنزل وتأجيله لبعض الأمور...
كما قالت ناعمة الهاشمي..." الجنوبي ليس كسولاً لكن لايعرف من أين يبدأ"
وكما قالت أيضاً بأنه يعاني من قيود الجودة بالذات إن كان جنوبياً شرقياً, فهو يحب أن تتم الأعمال على أكمل صورة فيتقاعس عن عملها"
أنت أيتها الزوجة.... صوري له أن الأمر سهل جداً ولا يتطلب العناء الذي يتصوره
ذكريه بخطوات العمل حتى وإن كان يعرفها...
قولي له "فقط.... في طريقك إذهب للسوبرماركت المجاور وأحضر عدد 4 لمبات"
ضعي أداوت الإصلاح بين يديه وأمام ناظرية.. وقولي " لقد جهزت لك كل شيء , فأنظر الوقت المناسب لك وأساساً لن يأخذ العمل منك وقتاً طويلاً"
قيود الجودة ...تلاحظينها في بعض الأمور
على سبيل المثال:"كأن تطلبين منه تغير أثاث الصالة,
هو لا يرفض ذلك لكن في نفسه يرى بأن من الأفضل أن يصبغ الصالة ويعتقها أولاً ثم يؤثثها عدا عن مشقة أين سيذهب بالأثاث القديم فيتقاعس عن الموضوع ويؤجله إلى أجلٍ غير مسمى فلا هو الذي صبغ ولا هو الذي أحضرما تريدينه من أثاث"
وضحي له إن بإستطاعته فعل كل ذلك لكن ليبدأ من الأسهل له وتدريجياً
بداية حددي وقرري مالذي ستفعلينه بالأثاث القديم
ثم قرري اللون المناسب للبوية وإن كانت لديك فكرة معينه فحبذا تدعيمها بصور حتى وإن كانت من الإنترنت أوكانت صوراً إلتقطتيها بكاميرة جوالك من منزل أحد معارفك..
ثم حددي نوعية الأثاث الذي تريدينه والأماكن المقترحة للشراء منها ,مع تدعيم كلامك بخبرات وتوصيات الآخرين...
ولا تنسي أن تصفي له كيف سيكون منظر الصالة النهائي وأكثري التصوير الخيالي..
وبعد ذلك كله
سترين همة ونشاط الجنوبي الذي لن يرتاح إلا بعد إنتهاءه من الموضوع بأكمله فأنت من خطط وقرر وأعطاه رأس الخيط ليتتبعه لنهايته
لكن إن كان يكثر التبرير ويتعلل لكي لا يقوم بكل ذلك...فمن الواجب عليك أن تركزي على ما أردته فقط.
أما إن كنتي تريدين إقناعه لثنيه عن أمرٍ ما لا تريدينه
فهذه المحاولة أصعب من محاولة إقناعه لدفعه لفعل أمرٍ ما تريدينه
والسبب... أن الجنوبي لا يتعلم إلا من تجاربه
لابد أن يخوض غمار التجربه ليتعلم
لكن وقوفك سلبياً في إنتظار خوضه لتجربته, لعله يدرك بعدها صواب إقتناعه بها من عدمه, قد يكلفك خسائر معنوية ومادية والزمن لن ينتظرك
فعليك أن تتحركي
لكن ليس بالصراخ وإفتعال المشاكل ولا بالسخريه من قناعاته ولا بمحادثة نفسك "غبي مايفهم"
فكما قلنا..هو مقتنع وإقتناعه كان وفق منطقه ونظرته الخاصه به كجنوبي
فكيف تغيرين هذه القناعه؟
بشن دعاية معارضة...لا بآرائك و وجهة نظرك الخاصة
بل بما جمعتيه من معلومات مضادة لماهو مقدم عليه... مع سرد تجارب لآخرين مؤيدة لكلامك..
ثم بلغة كلها عاطفة ...وضحي الأثر السلبي المترتب على إقدامه...
عليك, وعليه , وعلى حياتكما
(يمكنك أن تستعيني بمعلومات البحث من قوقل أو حتى مقالات في الصحف)
معلوماتك هذه ستكون مثل إشارة التحذير التي تدخله دائرة الشك ثم التردد
وحتماً سيسعى لإستشارة آخرين للسؤال عن الأمر
لكن سيكون ذهنه أكثر حرصاً على سماع المعلومات الموافقة لمعلوماتك
عندها هنيئاً لك فقد قطعتي شوطاً كبيراً لتغيير قناعته تلك.
- إقناع الجنوبي بأمر يمس مبادئه وأفكاره
خط أحمر فكوني حذره, لأن الخوض الغير مدروس فيها له نتائج غير مرضية.
فمبادئه ليست وليدة يومٍ وليلة
وليست بأفكار عابرة
بل هي نتيجة تربية وتأثر ببيئة محيطة لسنوات طويلة
وقد تكون أفكار خاطئة لإستنتاجات خاطئة لتجارب مر بها...فيقتنع بأنها خبرة شخصية
لا يعني ذلك أنه من المستحيل تغييرها والقضاء عليها أو التخفيف من حدتها
بل دعي الزمن وتجارب الحياة من تتكفل بها وتعاملي معها بالتدرج العملي...
(رجل جنوبي يرفض جملةً وتفصيلا أن ترتدي زوجته النقاب ويلزم زوجته بلبس غطاء كامل على وجهها "غطاء من طبقتين"
تلك الزوجة كثيراً ماكادت تتعثر , وكثيراً ما تفاجأت بعد عودتها لبيتها أن ما إشترته ليس تماماً كما شاهدته في المحل, وكثيراً ما أخبرت زوجها عن أحوالها تلك....فكان يعطيها من النصائح مايظنه (هو) حلولاً
فكانت الزوجة في كل مرة تقول له : أليس من الأفضل أن ألبس نقاباً مثل كل الناس وأريح نفسي وأريحك ؟؟
إلا أن هذا الزوج يرفض بشدة ويصر على رأيه)
في موقف كهذا, فإن محاولتك إقناعه بسرد رأيك و وجهة نظرك
تعتبر معارضه منك وفرضاً لرأيك و تعرضك لإحتمالية أن تنتقديه بدون قصد منك وقد تسخرين منه.
وهذا من شأنه أن يشعره بأنك تحاولين تغييره فيقاومك ويزداد عناداً لك.
لكن إن سردتي له المواقف التي تمرين بها كصاحبة القصة أعلاه سيدرك أنه بالفعل هناك مشكلة
لكن لن يجرأ على إعطاءك الحل الذي يخالف أفكاره ومبادئه ويلامس مخاوفه
فما هي مخاوفه؟؟
عقل الرجل مليء بالصور التي جمعها من الشارع والأسواق وبعض أماكن العمل
فالصورة التي كونها هذا الزوج عن النقاب
هي لنساء متبرجات العينين لم يدخرن جهداً لتزينها وإظهار جمالها
فبدون فاتنات جذبن إنتباه الرجال, وحتى تلك التي لا تضع الزينه فنقابها يكشف مساحات واسعه من وجهها
هنا الزوج يتصور أنه بلبس زوجته للنقاب ستكون بنفس الصورة التي حُفظت في عقله...
هكذا عقله يفسر كلمة نقاب على هذه الصورة.
صاحبة المشكلة ماذا فعلت بعد أن أثبتت حسن السيرة والسلوك والإلتزام بطاعة زوجها...
أقنعته بالنقاب بشكل متدرج...
ليس كلامياً بل فعلياً بتنفيذٍ على أرض الواقع
لبست النقاب ولم تخبر زوجها مع أنها كانت أمامه
لأنها جعلته أكثر حشمة
فالناظر إليها لا يكاد يرى عينيها
بل وجعلت فوقه طبقه ساترة تواري ظهور العينين بشكل مباشر
عندها ألجم لسان الزوج ولم يستطع منعها بالرغم من أنه علم لاحقاً بأنه نقاب لكن لا وجود لما يخشاه منه
أيضاً من القناعات التي لايمكن إقناع الجنوبي بعكسها بين ليلة وضحاها
عمل الزوجة... بالذات إن أرادت العمل بعد الزواج
فهاهي زوجته تريد أن تعمل في وظيفة ما لتشغل وقت فراغها الطويل بما يعود عليها بالمردود المادي
إلا أن هذا الزوج الجنوبي يرفض ذلك , بل ويغضب من مجرد ذكرها لرغبتها تلك.
فكرت الزوجة وعرضت عليه أن تلتحق بدورة لتحفيظ القرآن...فوافق متردداً..لكن وافق
خلال هذه الفترة أصبحت تطلب منه أن تحضر الفعاليات التي تقيمها الجمعية الخيرية النسائية ..فلم يعارض
ثم أصبح يسمح لها بالمشاركة العملية في كثير من مثل تلك الفعاليات وحصولها على بعض المردود المالي لمشاركاتها
ثم عرضت عليه أن تتوظف في وظيفة ما ,مدحها صديقاتها وأشاروا عليها بأن تنتهزها ولا تفرط بها لأنها مغرية وتتطلب مثل شهاداتها)
في هذه الحالة لن يكون إقناع الزوج صعباً
لأنه تعود ومنذ فترة على خروج زوجته من البيت
وتعود على عملها ولو بصورة تطوعية
ثم شاهد جمال ولذّة المردود المالي عليها
ثم ها هي وظيفة ما ,الجميع يشير إليها فلما لا تكون زوجته هي الأحق بها.
الكثير من المواقف يحتاج منك وقفة تأمل وتفكير عميق وتصرف بذكاء لتؤول الأمور لصالحك
وأكرر...قيسي على الأمثلة الواردة الكثير من شؤونك فلا مجال هنا لسرد كل شيء
فالآلية هي نفسها ومنطق الجنوبي فيها هو نفسه.
عندما يقتنع الجنوبي على مضض..
المهم هي إجابته بنعم أو ماينم عن موافقته كإفعلي ماشئتي(بدون أن يلحقها بعبارة جزائية..كأن يقول لك : موافق لكن سيكون كذا وكذا)
ولا شأن لك إن كانت موافقته بدون رضاً تام منه
ولا شأن لك إن بقى بعد ذلك طوال اليوم صامتها متجهماً
أولم يوافق ؟ ويتلفظ بنعم؟؟!!
إذا فتمسكي بها بيديك وأسنانك ورجليك
صدقيني..إن أراد أن يقول لك ..لا... لقالها بدون أدنى حرج.
بعد أن أقنعتيه بما تريدين
لا تلتفتي كثيراً لتصرفاته التي قد تبدو لك وكأنه غاضبُ منك
و صمته وإنعزاله لا يعني بالضرورة أنه يعاقبك... بمعنى عقاب
بل ربما كان في صدمة من تمكنك من إقناعه ولو جزئياً
أو إنك عرفتي بذكاء من أين تؤكل الكتف.
صمته وإنعزاله..يعني شعوره ولو جزئياً بصحة ما أقنعتيه به وإنخفاض في مستوى ثقته برأيه السابق فترك لك الساحة ليراقبك من بعيد ليعرف كيف ستتصرفين.
صمته وإنعزاله ..يعني أنه يفكر
هل أنت ستتحملين مسؤولية ما أقنعتيه به وما أنت مقدمه عليه؟
أو تأتينه بعد فترة تعلنين خطأ توجهك وتطلبين رضاه؟
كوني واثقة من نفسك فلا تسمحي لحالته أن تؤثر عليك
فتأتينه تتلمسين رضاه وتتنازلين عما أعطاه لك من موافقه
فهذا يظهرك بصورة غير لائقة
سيتهمك بعدها بأنك إنسانه لا تفهمين ولا تنظرين للأمور بنظرته الثاقبة
ولا تزنينها بنفس رجاحة عقله وحكمته
وأنه كان يعرف مقدماً أن الأمور ستؤول لما آلت إليه
مع كلمتين زياده يسم بها بدنك.
وعندها مستقبلاً لن تستطيعي إقناعه
فبدل دخولك في دوامة إرضاءه
كوني طبيعية وأنت تتعاملين معه
أشعريه بأنك لا تربطين بين حالته المستجدة هذه وبين موافقته
حالة غضبه وصمته وإنعزاله لن تستمر أمام وثوقك من نفسك
حتى لو ظهرت عواقب لما أقنعتيه به
فإبقي واثقة ولا تنهاري.. وهوني الأضرار ولملميها بعيداً عنه
وإن كان ولا بد أن تدخليه فالأمر
فإحرصي أشد الحرص أن توضحي أن السبب لايكمن في خطأ رأيك
ولا يكمن في أنه أعطاك وجهاً ووافقك وإقتنع بكلامك(هكذا يعتقد هو في نفسه)
بل ألقي باللآئمة على أطراف وظروف ومؤثرات خارجية
صحيح أنه قد يعتقد بأنك تكابرين وتعاندين
لكن حولي الوضع كإستشارة وطلب لنصيحته فقط ,فالوضع هنا مختلف
وأفضل من أن تعلني إعتذاراً يفقدك جاذبيتك ومصداقيتك أمامه.
لماذا يتفاوت بعض الأزواج في سرعة إقتناعهم أو إقتناعهم بمواضيع صعبة نوعاً ما...أو العكس؟
أسباب كثيرة منها
- الإشباع العاطفي..الرجل الذي يفتقد إشباع حاجاته يكون أكثر تحجراً وصلابة
فكيف له أن يقتنع بما تريده زوجته وهو يشعر بأنها مجحفه بحقه
هو يحتاج أن تتقبله هو بشخصيته وتتقبله حتى في رفضه لما تحاول إقناعه به
يعني يريد أن يشعر بأنه مقبول في كلا حالاته
فما بالك بالإحتياجات الأخرى
- أيضاً من الأسباب... أن الجنوبي يُقلد ويُعامل بالمثل
فإن كانت الزوجة دائما لا تقتنع بكلامه
وربما إستخدمت معه إسلوباً خاطئا في توضيح صواب رأيها وخطأ رأيه
فيبدأ يعاملها بالمثل حتى بدون أن يشعر أن ذلك رداً على تصرفها السابق
- النكد وكثرة المشاكل بين الزوجين تولد القسوة فلا يقتنع الزوج بما تريده الزوجة
- هناك من الأزواج من يقتنع بسرعه لماتريده زوجته بالرغم من كثرة المشاكل والخلافات بينهما
وإقتناعه هذا فقط ليكسب راحة باله ويتقي شر زوجته ويشغلها عنه
وفي الغالب العلاقة بين هذين الزوجين تفتقر لأواصر المحبة والمودة
-الجنس المميز وقوة الأواصر الحميمية بين الزوجين
تجعل الزوج سهل جداً في إقناعه...بل إنه يشعر بتأنيب الضمير إن رفض لزوجته طلباً أو وُضِع تحت ظروف قهرية تجبره على أن يتصرف بما لاترضاه وتتقبله زوجته
- مهارة الزوجة وأساليبها في الإقناع
فالزوجة الذكية تستمع لرأي زوجها ووجهة نظره بدون مقاطعه أو إظهار اللامبالاة ولاتستعجل على توضيح رأيها.
وبعد أن ينتهي تسرد كل مالديها بالأدلة والشواهد
وتحاول التركيز قدر الإمكان على أوجه التشابه والإتفاق بين وجهة نظريهما
لأنها بذلك تصل لنقطة جيدة في طريق إقناعه
فتستخدم معه إسلوب الإطراء قبل الإقناع
تثني على ما أعجبها في وجهة نظره وتظهر مافيها من مميزات جميلة
وتتجنب عبارات النقد الجافة (أنت مخطئ, فكرتك غلط....إلخ)
وتظهر نقدها بصورة ملاحظات وأمور تحتاج لتعديل أو إعادة نظر
عندها سيحترمها الزوج ويقدرها ويكون أكثر تقبل لوجهة نظرها
وفي سبيل ذلك تستخدم نبرة ودرجة الصوت المناسبة
مع لغة جسد رقيقة ومتودده
فتارة تمسح على عنقها برقة وتتلاعب بخصلات شعرها
وتنظر إليه بتفاءل لكن برأس منخفض قليلاً
أو تمسك يديه تارة , وتارة أخرى تمسح على صدره أو تعدل ياقة قميصة
وتارة أخرى تضمه من الخلف وتهمس في إذنه اليسرى
لأن الأذن اليسرى هي المدخل للجانب العاطفي من المخ
والكلام الذي يسمعه الشخص من خلالها يتذكره جيداً ويؤثر فيه
ونحن نتعامل مع جنوبي, العاطفة أبرز مايحركه
وبالعاطفة وقوتها يمكنك إستمالته وتليين قلبه
وفي نهاية حديث الزوجة الذكية
تستخدم معه إسلوب التخيير والتأثير العاطفي
تخيره بين رأيه الخاص به وبين رأيها الخاص بها
تعرض رأيه في البداية لكن بدون تفاعل أو أي حماس بل تظهر تعبيرات تنم عن الحزن وعن ضعف هذا الرأي
وعندما تعرض رأيها تظهر حماسها بلغة جسد وبتعابير الوجه.
أيضاً هذه الزوجة لا تكتفي بإقناع زوجها بما تريد فقط, بل تذكره دائماً
فالنسيان وارد, والتناسي المتعمد بسبب ضغوطات ومشاغل الحياة أيضاً وارد
أيضا من الأساليب الذكية التي تستخدمها هذه الزوجة
إقناع الزوج بأنها مميزة وجميلة ونظيفة وبأنها أميرة الأميرات
وما إلى ذلك...
فقط بالكلام... فأغلب كلامها عن نفسها منصب في هذه المعاني
مع سردها لبعض القصص والمواقف
فيقتنع الزوج ويراها على نفس صورة كلماتها
وأيضاً بنفس الطريقة الزوجة تظهر لزوجها كم هو مميز وكم هو جذاب
فيزهو بنفسه وينجذب لتلك المزهوة به
وهذا لأن الجنوبي يتأثر بما يسمعه..
الزوج الذي يقدم على أمور ويضع زوجته تحت الأمر الواقع دون أن يحاول
إقناعها
-إما أن زوجته لا تشكل له أهمية...فالفجوة بينهما شاسعة بل لا يكاد يراها من بعد المسافة
-و إما أنه مُحرج يخاف زعلها وردة فعلها بالذات إن كان ما أقدم عليه خارج عن إرادته بسبب أطراف ثالثة
-و إما أن الأمر تم بسرعة أو نسي وغفل أو أصابته فهاوة فكلها واردة
فأنت أيتها الزوجة في هذه الحالة لا تركزي على محاسبته بقدر ماتركزي على الأثر النفسي العميق الذي تركه تصرفه فيك
وإن أبديت تفهماً لبعض الجوانب كان زوجك أكثرجرئة وضغط على شعوره بالإحراج منك, وأطلعك على مالديه لعل وعسى حظي بشيء من موافقتك له
المهم أن لايضعك تحت الأمر الواقع دون علمك وهذا هو المطلوب.
كل رجل مقتنع تماماً أن للمرأة حقوقاً مثله تماماً
لكن المشكلة تكمن في أن بعض الحقوق تُلغى من قاموس الرجل
والسب
هو سكوت المرأة أو تنازلها عن حقوقها
إما جهلاً أو ضعفاً أو كسلاً وبلامبالاة
وإما حماقةً وغباءاً أو سوء تدبير
فتبدأ الزوجة بالتذمر
إنه لا يحترمني....رجاءاً إحترمني
أنا زوجتك لي حق عليك, إجلس معي..كل وقتك مع أصحابك أو مع أهلك
طيب أنا وين؟؟؟؟
....وغيره الكثير من التذمرات التي تحاول فيها الزوجة إقناع زوجها بحقوقها
الزوج مقتنع أن لك حقوقاً
والحقوق لا تطالب بهذا الشكل
بل إعملي على فرضها في الواقع
بما تعلمتيه من طرق صحيحة لذلك
عندها ستشاهدين حتى علامات الحرج على زوجك
عندما يعتدي وبدون قصد ..على أحد حقوقك
إنتهى الدرس