- إنضم
- 12 يوليو 2006
- المشاركات
- 87
منذ ان زرت الاسكندرية في نوفمبر الماضي، وانا غير قادرة على نسيانهما... كنت اسير مع زوجي في السوق الشعبي، وكان الجو باردا فالاسكندرية من المدن التي تبرد ليلا بشدة، وتبكر في شتائها، ... كانا يتكوران قرب حاوية القمامة، ويحاول احدهما ان يدخل رأسه في قميصه الخفيف ليوفر لنفسه الدفئ، كانا طفلين في السابعة تقريبا مشردين، بلا مأوى، ويرتديان ملابس صيفية رثة وبالية، مزقا قلبي شفقة وعطفا، فتوقفت لأسألهما عن اسميهما، فلم يردا وسألاني: معاكي حاجة ناكلها.........؟؟
طفلان في العراء في منتصف الشتاء، ................ كيف يستمران في العيش..؟؟
أفكر كثيرا في الأمر، ففي الإمارات لا نرى أبدا محتاجا هكذا، إننا نوزع الصدقات والزكاة كالهدايا على الجيران، فليس لدينا من هو في حاجة حقيقية.........
إن معظمكم لا يعلم ان هناك من هو أحوج............
أردت ان اكتب هذه الكلمات لعلها تريح ضميري، فإني اشعر بالمسؤولية تجاه كل مسلم محتاج:
إن كنت عزيزتي تملكين القدرة على مساعدة المحتاجين، فلا تقدمي المال سوى لمحتاج حقيقي، ابحثي عنه فهو موجود، اسألي، ولا تتكاسلي، ولا تقولي انه بعيد وابناء بلدي اولى، فالخليج في نعمة، لكنهن هناك لا يجدون ما يأكلون، هم اخواننا وأحوج بكثير لكل ما يمكنك تقديمه، لا تعتمدي على احد في ايصال صدقتك، حاولي ان تجدي اسرة او شخص بحاجة ماسة للمال، وقيمي ما انت قادرة على تقديمه وقدميه بشكل منتظم، حتى تساعدي هذا الانسان ليقف على قدميه، كهذين الطفلين، إن مبلغا بسيطا سيكون كافيا ليحيا حياة كريمة، فكم هو اجر من يكفلهما، فهل قمت سابقا بكفالة يتيم، أفعلي ذلك عبر المصارف الاسلامية، لكن اشترطي رؤية المستفيد فهذا حقك، وكفالة اليتيم لا تتجاوز 200 درهم شهري، أقل من ثمن بلوزة، تؤمن مستقبل طفل محتاج، او اسرة فقيرة.
في الوقت الذي تبكين فيه لأنك لم تشتري سيارة الليكزيز، هناك أطفال يموتون في اليمن السعيد، بسبب قلة الرعاية الصحية، وتفشي المرض، ومبلغ صغير صغير، يساوي هناك الكثير....... إن ثمن تذكرة سينما واحدة كفيل بإعالة عائلة لمدة شهر.....!!!!
وفي العراق، ........ وسوريا و.................... وبنجلاديش و................ في كل انحاء العالم، هناك مسلم فقير فقير، ...........
إنني حينما انظر للمتبق من الطعام، ......... أشعر بالخزي، حتى لو كان لقمة، ...... فهذه اللقمة التي ستلتهمها القمامة، ..... تكفي لترم عظم انسان في مكان ما، ....... لكن كيف نوصلها.......... !!!!
حقيقة لا نستطيع ان نقضي على الفقر نهائيا، لكن نحاول أن نتبرع بما لا نحتاج لمن يحتاج،
عندما نغادر مطعما ما، ويتبقى بعض المال، نتركه للموظفين في المطعم ( بقشيش) هم ليسوا في حاجة، لأنهم يعملون ولديهم راتب، المحتاج، الحقيقي، هو من لا يجد قوت يومه، ........ وهم كثر، بل مدن وقرى بملاييين ملاييين الأشخاص...........
قبل يومين كنت اتفرج على برنامج تلفزيوني تجري فيه المذيعة لقاء مع محمد موسى، البنجلاديشي الحاصل على جائزة نوبل للسلام، ....... حصل عليها لأنه استطاع ان يساعد ملايين الاسر على تجاوز خط الفقر عبر قرضهم بعض النقود، ..................... بدأ بإقراض كل عائلة دولارا واحدا، فقط، وكان هذا الدولار كافي لكي يساعد الاسرة على انشاء مشروعها والعمل وتخطي الفقر،
فكم دولارا ترمين يوميا في القمامة، .......... كم مرة ابتعت فستانا او بلوزة او تنورة او جوارب ...... ولم تعجبك وبدلا من اعادتها رميت بها في سلة المهملات،
إنك ترمين دولارات، أموال، نعم رميت بالمال في القمامة،
إنك ترمين دولارات، أموال، نعم رميت بالمال في القمامة،
لا ترمي ابدا اي شي، اقصدي فورا به الجمعيات الخيرية فهي تعرف الكثير من الاسر المحتاجة، لاترمي اي شي، حتى لعب اطفالك القديمة والمكسورة خذيها لهم، فهم سيفرزونها يختارون منها ما يناسب ويقدمونها للمتحتاجين في كل مكان،
حرام، ......... إنها نعمة الله، فلا ترمي اي شي، ....... اجمعيه في كيس وكلما زهدت في شي اجعليه في الكيس حتى اذا امتلأ مري به على خيمة الجمعية الخيرية.......... فالخيم منتشرة في كل مكان
وعندما يتبقى في يدك بعض الفكة، لاتستهيني بها، اجمعيها في حصالة، وكلما امتلأت قدميها للجمعية او لاي أسرة فقيرة،
حاولي، ففي ذلك سعادة عظيمة والله.
اجعلي لحياتك معنى اسمى
هل سمعت مثل هذه العبارة يوما، قال لي أحد الطفلين: اشرب الكثير الكثير من الماء كلما شعرت بالجوع..!!!
التعديل الأخير بواسطة المشرف: