الصفحة الثالثة عشره
اثناء الأشهر السته التي اعطيتها لزوجي فرصة له لكي يتخلص من ذلك الإثم الذي كاد ان يدمر حياتنا
كنت مهجورة من الفراش ومهجورة من جلوسه معي ومهجورة من أي كلمة من شكر او امتنان او رضا
مهجورة من أي تعليق لاسيئ ولا حسن ...كان كالخيال يمر علي أحسه ولا أراه .
كان يأكل وينام ويخرج فقط .
كان يتوقع مني مثل ما عرف عني ........هم ثم انهيار وبكاء ونحيب واعتذار وضعف لا نهاية له لكنه تفاجأ مني بأني اعيش الحياة بطولها وعرضها دون ادنى توتر .
فقد كنت اخرج والبس واتجمل .
حتى انه من المواقف التي مرت علي تلك الفتره انني قررت تغيير لون شعري لرغبتي (( أنا )) في ذلك وليس من اجله او من اجل لفت انتباهه .
وعندما رآني بعد عودته من العمل لم ينتبه اساسا للون الجديد (( الشمالي لا ينتبه لهذه التغييرات ابدا فلا تتضايقي لذلك ))
قلت له ما رايك ؟؟؟؟
ماذا تتوقعن رده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو كان رده هذا لي قبل سنتين فقط لثارت ثائرتي لكنها الثقة بالنفس .
قال لي بالحرف الواحد ............((دمااااار ))
فما كان مني الا ان لعبت بشعري باصابعي وقلت له هذا اللون بالذات يعجبني كثيرا وعشت بقية يومي .
كنت في تلك الفتره ابادره كثيرا في الفراش فكان يصدني بكل قوته وكنت اتقطع الما وجرحا ......لكني لم اكن ابين له ذلك بل على العكس كنت ازيد نشاطا ومرحا وحيوية ,...........
وكنت اعذره بان ترك ذلك الأمر يتطلب وقتا وأعذره بأن صدمته بنيتي لترك البيت تتطلب وقتا ايضا .
وأحيانا كثيره كنت اشك بانه ينتظر انهياري مثل ماعرف ذلك مني دائما ....
كانت تحدث امور كنت اقف عاجزة عن تفسيرها وعرضتها في منتداي الغالي لكني لم احصل على تفسير واضح
من تلك الامور كان لا يريد لمس شبر مني , لكنه كان يحول لي المصروف كاملا لحسابي ويتصل بي ليخبرني عن ذلك.........فكنت اتذكر((الشمالي يعبر بالعطاء عن حبه وليس بالكلمات )) فكنت افرح كثيرا واغدق عليه بكلمات المديح والثناء ....لكنه لا زال هاجرا لي ..
كان قد سافر يومين من اجل عمله واتصل بي واخبرني بأنه قد اشترى لي عطورا بقيمة الف ريال .
لكنه عاد من السفر وظل هاجرا لي .
قررت الا اكترث بمسألة الهجر حتى لا اتضايق فهو يعود لي ان لم يكن اليوم فغدا او بعد غد
لكنني قررت ايضا ان القنه درسا لا ينساه وحتى يترك مسألة الهجر هذه بلا عوده فأصبحت انام قبله
ولا ابادره ابدا ولا اسمعه كلمات الحب القليله التي كانت تناسب شماليته
وانشغلت اكثر واكثر بالتصميم فبدأ التوتر واضحا عليه وبدأ شديد العصبيه لا يحتمل أي امر مني او من الأولاد
واصبح يتشاجر على كل صغيرة وكبيره ..
ذلك الشمالي الذي كنت اظنه كالجبل لا يتأثر بأي ريح بدا متوترا .ومتأثرا لبعدي عنه ..
ذلك الشمالي الذي كنت اظنه لا يعرف من الحب الا حروفه بدا متألما لفقده حب الانثى التي تعيش معه .
ذلك الشمالي بكل الجبروت الذي كنت اراه فيه بدا كطفل فقد حضن امه فبدأ بالصراخ لانه لا يعرف كيف يعبر
عن حبه .
بعد ان وصل التوتر حدته واصبح الوضع لا يطاق قررت ان احادثه ,رغم اني قد قررت الا افتح بنفسي أي موضوع للنقاش معه لأنه لا يحب النقاشات
جلست معه وسألته ما به ولما هو متضايق فقال بأنه قد مل هذه الحياة ومل هذه العيشه معي وانه اصبح لا يطيق البيت بمن فيه وأنني( أنا ) لا يعجبني شيئ ولا يرضيني شيء وانه ترك ذلك الأمر من اجلي وانا لم اغير من وضعي شيء ..وبدأ يتحدث عن امور لم تكن موجودة لكنه اراد ان يفرغ ما في نفسه من الم وضيق
قلت له ماذا تريد انت من يشكو وليست انا , انا لا انكر فضلك ولم تقصر معي واعيش من خيرك مالذي ينقصك
قال لا اعلم افعلي ما تريدين فقد مللت كل شيء .
قلت ان كنت لاتريدني فهذا من حقك ولا احد يجبرك علي شيء لا تريده .
كذلك انا قد اجد من يشعر بي ويعرف قيمتي فمن الرجال من يتمنى ربع صفاتي وليس كلها
امراة على قدر من الثقافة والجمال والهدوء وحسن تربيتها لأولادها وادارتها لمنزلها
وبيت والدي ووالدي لا زالا موجودين قرر ماتريد
اتهمني بتقصيري في تدريس اولادي ( اولادي مستواهم ممتاز ’ ولا يوجد أي ملاحظه من المدرسه عليهم )
اتهمني بالتقصير مع ولدي 14 عام ( سبق ان اشرت الى اسلوب زوجي الخاطئ في توجيه ابني مماجعله يكره المذاكره ويتهرب منها )
صدقوني لو كانت هذه الكلمات قد وقعت على مسامعي قبل عامين فقط لحدثت الكارثة ولااستمر الهم والنكد اعواما وشهور ولكن الفضل كله لله ثم لبلقيس الغاليه .
سالت زوجي مالذي تريده
قال انت انشغلتي عن الأولاد ووووو( لم يكن يريد ان يقول انني انشغلت عنه ) لكنني فهمتها منه
بالقدر الذي كنت متضايقة فيه فقد كنت اخفي فرحة ما في داخلي
فهاهو الشمالي يفتقدني ويفتقد حبي .
قلت له انت تعلم بأني لا انشغل الا في ايام الإجازة الأسبوعيه وبعد نوم الأولاد .
وقلت له الا يكفي بأني اعيش بلا رجل يشعرني بحبه ...........
قال انا كذلك اعيش بلا امراة .
قلت انت من رفض هذه المراه ,,,,,,,,,الست انت من يهجرني ,الم تصدني اكثر من مررة ,,اتظنني بلا احساس
اتظن هذا الأمر لا يجرحني .........اتظنني امرأة تختلف عن نساء العالم ,
انت من اوصل لي رسالة بأنك لا تريدني بجانبك وتصدني عنك لذلك فضلت الإبتعاد وهذا ماتريد ,,,
قال(((( من قال لك ذلك )))))افرحتني هذه الكلمه .......لأنها اعتراف منه بأنه يفتقدني .
لكنني قلت له لن ارضى لنفسي بأن تصدني مرررة اخرى حتى لو هجرتني اعواما
فهمت كل تلك الكلمات التي قالها زوجي فهو لا يقصد أي كلمه منها ..........
نعم بل هو يقصد امرا مختلفا تماما مفاده (( اني انشغلت عنه ولم اعد كالسابق ابادره واداعبه واحن له ولبقائه بجانبي )لكنه قال تلك الكلمات لأنه لايجيد التعبير
انتهى النقاش بلا نتيجه وكنت قد بكيت امامه قليلا رغما عني فلم اكن اريد البكاء لكنها العاطفة التي خلقها الله فينا
ذهبت لأضع الغداء وتناوله وذهب لينام
وعندما استيقظ من نومه طلبت منه مشوارا لأنهي بعض اغراضي .(( شعرت بأني قويه ))لاني لم اتأثر نفسيا بما قال .
في الصباح الباكر ارسلت له رسالة على جهازه كتبت فيها.
الكلمات التي قلتها يوم امس فكربها جيدا ثم قرر ماتريد :
ان قررت الغضب والهجر سنه سنتين ثلاث سنوات فعسى الله أن يكون في عونك
وان قررت ان تطلقني فلك ماتريد فأنا لست مرمية في بيتك تتصدق علي بابقائي فيه((فإمساك بمعروف او تسريح باحسان
بالنسبة لولدنا الكبير كان لأسلوبك في التعامل معه اكبر اثر لما وصل اليه وسبق ان وضحت لك ذلك ومن اليوم فصاعدا لا علاقة لي بتدريسه وله مني التوجيه والنصيحه فقط
وبالنسبه لبقية اولادي ( ااذا بعثت لك المدرسة خطابا بضعفهم او اهمالهم عندها يحق لك ان تسمعني كلمات اللوم والعتاب
قرر ما تريدوانا على اتم الاستعداد لتنفيذ قراراتك .
ارسلت له الرساله واكملت بقية يومي واستقبلت زبائني واعددت الوجبة له ولبست ككل يوم .
وعندما عاد من عمله عاد شخصا آخر في قمة هدوئه .
هو لم يعلق على الرساله ( هذا هو الشمالي ) لكنه قرأها وتامل ما فيها ......
وجد بين طيات سطورها امرأة قوية لم تكتب حرفا واحدا تترجى فيه الحب او الرحمة او الحنان
وجد بين سطورها امرأة ترمي عليه مسؤلية القرار بدلا من ان يرميها هو عليها
وجد امرأة قد تضحي به كله مقابل حياتها وسعادتها واستقرارها
لذلك عاد الي زوجي في تلك الليله عاشقا مغرما واعتذر بأسلوبه الخاص وقبلت اعتذاره وهكذا من تلك اللحظه لم تعد المشكلات تأخذ من اوقاتنا وحياتنا سوى دقائق معدوده .................