دموع الحراير
New member
- إنضم
- 25 مارس 2008
- المشاركات
- 408
قصة الجنوبي مع الشمالية الشرقية
حب التناغم
هكذا تبدأ حكايتي.. كقصة من نسج الخيال... كعبرة واقعية ... كرمز للحياة... تتمثل في روحين التقيا... اتحدا.. فانسجما بالرغم من اختلافهما.. قصتي هي قصة التقاء رجل لم يكن يعلم يوما أن حياته ستتغير بهذا الطريقة... قصة جنوبي اختار شمالية شرقية رفيقة دربه... كيف؟؟؟ من هنا نبدأ..
يمشى على شاطئ البحر.. يتمتع بفيضان المياه على رجليه.. يستمتع بلفحات الهواء العليل على وجنتيه.. يستمتع بالصمت الذي يحوم حوله.. تارةً يداعب الرمال بقدميه.. وتارةً يجلس متأملاً سكون البحر وتحركاته فيتخيل أنه لعبة أفعوانية تدور طيات لعبته بين الرمال والهواء والبحر... فيداعب كلاً منهم الآخر بسعادة... يشعر بإحساس غريب... تتملكه أفكار كثيرة... ينظر لجانبه الأيمن فالأيسر فلا يرى أحداً بقربه... فيفكر هو يود أيضاً شخصاً يجلس معه... يؤنس وحدته... يداعبه... يحبه حباً لا مثيل له... يكون رفيق له أبد الدهر!!!.
قام مسرعاً ينفض الغبار عنه... يرتب ملابسه... ويركض باتجاه سيارته... يركبها متوجها بسرعة البرق لبيته... فلقد راودته هذه الفكرة وهو مصر على تحقيقها...
..............................................................
يدخل البيت مسرعاً... يهدأ من هرولته.. يمسك أنفاسه.. يتجه باتجاه أمه التي كانت تجلس في الصالة مع أخواته... يناديها.. ليتكلم معها ويحدثها... فهمس في أذنها وقال لها "عندي موضوع أريد التحدث فيه معك على انفراد"... فقامت وقالت له تعال معي لغرفتي...وصلا فقال له قبل أن تبادره بالسؤال "أريد أن أتزوج"... سكتت الأم لتفاجئها بقراره المفاجأ.. فهي كانت تصر على زواجه ولكنه رفض سابقاً... وقال لها لا تسأليني عن السبب ولكني اشعر أني الآن أود ذلك.. وبالصفات التي ترينها مناسبة لي... فقالت له والفتاة موجودة... ذهبت لعائلة الفتاة التي كانت تريد أن تخطبها له سابقاً.. فتاة لا تحب التجمل كثيراً... لكن جمالها الخارجي بجانب أخلاقها.. ذوقها وتنظيمها للأمور يكفي...تم كل شيء سريعا الخطبة... ومن ثم العرس... وهما الآن زوجان... فلقد تزوج الجنوبي أحمد من مريم الشمالية الشرقية...
مريم تظهر لأحمد منذ أول يوم أنها تحب النظام والترتيب وهذا كفيل بإرضائها وراحتها... لا تهتم بالحميمية حقا بل ربما تهرب منه قدر المستطاع فهي لم تتعود أن تكون بين أحضان أحدهم.. وأن يكون شخص واحد ملاصقاً لها دوماً... لا تحب التجمل ولبس الملابس المثيرة... فقد كانت متواضعة في هذا الجانب.. أحمد يحبها ويكن لها مشاعر الحب... يحاول يثبت شعوره من خلال الحميمية.. لكنها ترى أنه فقط يريد أن يرضي نفسه بذلك فهو لا يسعى لإرضائها...
نشب خلاف بينهما فاتهم كلا منهم الآخر بعدم مبالاته بما يفعله الآخر... فأحمد يتهم مريم بلا مبالاتها في إرضاء روحه وشغفه.. بكرهها له.. فيحزن لذلك... وهي تتهمه بلا مبالته بالحياة فالحياة جد وعمل... فالحب والرومانسية التي يطلبها لا تأتي بالرزق.... انهيا الشجار بذهاب مريم للمطبخ وإغفالها للباب... وخرج أحمد وذهب باتجاه البحر لأنه أحس باختناق فضيع... وكأنه عاد لنقطة تفكيره... صار يؤنب الهواء العليل... وحبات الرمال... وصوت البحر.. وتراطم أمواجه.. فيقول "كل ذلك بسببكم أنتم الذين جعلتموني أفكر بالزواج.. بأن يكون لي شريك حياة يتحد مع روحي.. وأين هذا الشريك؟؟؟؟" ركل الرمال والمياه المناسبة على قدميه... ومن ثم استكان وجلس على الرمال...
أما مريم صارت تفكر "لماذا لا يفهمني؟؟ أنا أقوم بواجباتي على أكمل وجه... لماذا يقابلني بالجفاء وقلة الاحترام... أنا أحبه.. فهل يظن أنه يجب أن يكون الحب بالحميمية فقط... آآآآآهه لا أعرف ما العمل"؟!!!
...............................................................
فكرت مريم بعقلانيه فإذا بها تجد أنها أخطأت بما فعلته... تهاجمه.. وتتعارك معه.. كأنها العاصفة لا تستطيع أن تلزم الهدوء... ولكنه كان يصبر عليها حتى هذه اللحظة... قررت أن تعتذر له... ففكرت بطريقة تكون هي البوابة التي سيفهم كل واحد ما يجول في بال الآخر....
كتبت رسالة في الهاتف له وبعثتها له.... استلم الرسالة وأغلقها قبل أن يقرأها عندما رأى اسمها... لكن أراد معرفة ما بها... لربما تعتذر... ولربما تقول أنها راحلة لبيت أهلها... تنهد خوفاً بما في الرسالة... وتشجع وفتحها... فاستغرب مما كتبت فيها... قرأها مرة مرتين وثلاث.. "حقا أود التحدث إليك يا حبيبي" فهي لم تنطق بهذه الكلمة أبدا... هرع للبيت فهو شخص طيب القلب ولا يبقى غاضباً طويلاً... بالإضافة إلى أنه يحبها ولا يريد خسارتها...
وقال لها "وأنا آسف فقد كنت مهملاً في جميع الأشياء التي كنت تعملينها لمجرد إرضائي... ولم أفهم ذلك... أنا آسف... ولكنني حقا أحبك... وطريقتي لإظهاري حبي لك هو ما كنت اعتقد أنه يجب أن يكون بيننا من علاقة وحميمية وكلمات غزل وعشق وغرام... وتركت كل العمل على رأسك أنتي..."
جلسا طويلاً في تلك الليلة يتحدثان... ولأول مرة تجلس هي باسترخاء بين أحضانه... تحمر وجنتيها كلما رمقها بنظرة العشق تلك... وكلما ضغط على ذراعيها... تحدثا عما فعلاه... وكيف يجب أن يغيرون حياتهما كل لأجل الآخر..... تحدثا وتحدثا لآخر الليل........
أوتعلمون في النهاية قد تعلمت كيف تكون أكثر أنوثه ورقة لأجله... وهو تعلم منها التنظيم والانضباط في الكثير من الأمور وغيرها من الصفات التي سعدوا لتبادلهم إياها فيما بينهم...
مريم وأحمد قصة واقعية تحكي جنباتها أمور زوجين تصل للحظة الوصال أو الانفصال بقرار من كلا الزوجين... ولكن نهايتهم كانت نهاية مكلله بالحب والعشق والغرام.. بجانب التفاهم والانضباط...
هذه هي علاقة زوجين أحدهما جنوبي والآخر شمالي شرقي.. أهتديا للطريق الذي سيجعلهما يعيشان حياة سعيدة لا يفصل بينهما إلا الموت... حكاية أحمد ومريم...
النهاية