جنازة مهيبة ، ناس كثيرة تمشي في الجنازة ، الموقف مؤثر ، والكل لا يتكلم ولكن الأعين كانت معلقةً إلى النعش الذي يسير أمامهم ، وفجأة وبدون أي مقدمات صاح شخص في وسط الجنازة بأعلى صوته وقال أيها الناس إني أقسم لكم أنه أخبرني قبل وفاته ، وكان أصبعه يشير تجاه النعش ، أخبرني قبل وفاته أنه سوف يموت اليوم الأربعاء الساعة السابعة صباحاً وسوف تشيع جنازته فى الثانية عشر صباحاً من نفس اليوم ، كانت كلماته عالية وسمعها كل من كان يمشي في الجنازة في ذلك التوقيت ، وكأن الناس كانت تنتظر شيئاً لتهلل له ، كانت الناس تريد أن تقنع نفسها أن هناك في الأمر أمر وأي أمر لابد وأنه أمر عظيم ، فهاجت الناس وماجت ومنهم من زاد صراخه وعلا صوته ، ومنهم من أسرع خطاه ناحية النعش محاولاً أن ينال بركته قبل دفنه .
يا سادة بالفعل كانت الجنازة حارة ، والميت كان أبو حصيرة ، والذي تكلم بصوته الجهوري هو شخص اسمه موشي ساروزي ومصدر الرواية هم اليهود أنفسهم فقد كانت هذه رواية من سبع روايات يهودية عن وصف جنازة أبو حصيرة فقط .
لا عليكم من هذه الرواية فإن الشاهد فيها كان شخصاً واحداً فقط فضلاً عن كونه يهودي وهو موشي ، ولكن هناك رواية أغرب منها بمراحل وهي رواية يهودية أيضاً تقول أنه كان يركب سفينة ومعه بعض الناس ، ولكن السفينة غرقت أثر عاصفة شديدة ، ونجا وحده من الغرق وهو يسبح على حصيرة ظلت معه حتى وصل إلى سوريا ثم إلى القدس وبعدها جاء إلى دمنهور ، طبعاً يا سادة لابد أن هذه الحصيرة كانت فرقاطه بحرية ، وليست حصيرة مثل الفرقاطة البحرية الفرنسية التي نراها في نشرة الأخبار وهي تجوب البحر الأحمر ، وغالب ظني أن هذه الحصيرة كانت مبطنة بأشياء تساعدها على عدم الوقوع في الماء مثل التي تستخدم في القوارب المطاطية ، أو ربما هي حصيرة مسحورة الله أعلم المهم أنه حينما جاء إلى مصرعمل إسكافياً وسمى "أبو حصيرة" لأنهم يقولون أنه كان يسبح فى الهواء وعلى الماء فوق هذه الحصيرة الفقرية ، ويشاع أيضاً أنه عندما مات أبو حصيرة أراد اليهود نقل مقبرته إلى الإسكندرية لكن هطلت الأمطار بغزارة وهنا صاح الحاخام أن أبا حصيرة من أولياء الله الصالحين ولا ينبغى نقل مقبرته .
تعددت الروايات اليهودية بخصوص شخصية أبو حصيرة وكل واحدة تناقض أختها ، روايات تضحكنا تارةً وتثير سخريتنا تارةً أخرى ، وحقيقةً لا توجد روايةً صادقة أو حتى مقنعةً أو حتى موثقة .
كلها أجمعت على أنه مغربي جاء من المغرب واسمه يعقوب ولكنها اختلفت في كونه شخصاً عادياً أو حاخاماً يهودياً .
ولكن السؤال الآن ولنبحث سوياً على إجابة له .
هل أبو حصيرة أصلا شخصية حقيقية أم وهمية ؟
ولو كان شخصيةً حقيقية هل هو أصلا يهودياً ؟
حتماً ستجدون الإجابة في المقالات القادمة إن شاء الله