تساؤلات بذهني تلحُّ علي بقوة لأطرحها ..
فنقطة التحول في حياة الإنسان تعرضه لصراعات عديدة .. بين مد وجزر .. وبين تقدم وتراجع ..
بعد أن وجدتي الأنا الجميلة التي بداخلك .. هل أنتي راضية عنها الآن ؟ هل تحبينها كما هي ؟
وكيف وجدتها .. مطيعة لكِ عند تحفيزها على الدوام ؟
أم هل تعطفين عليها وتسمحين لها بالتخاذل أحيانا ؟
نقطة التحول .. الخروج من عنق الزجاجة الضيق.. مقاومة جاذبية دائرة الارتياح.. التعابير التي تجسد بشكل دقيق حالة الانتقال من حال إلى حال بإرادة واعية من الشخص .
ليس الأمر سهلا ، ولا هو مستحيلا ، غير أنه يحمل فوضى المد والجزر ، هذا يبني وذاك يهدم .. وهكذا دواليك حتى تخرج الأنا الجديدة للنور بعد سلسلة من المنازعات والتردد والمخاوف والضحك والبكاء والقفز والسقوط وووو....... آه !
ورحلة الارتقاء بالذات لا تتوقف حتى تخرج الروح من زنزانة الجسد ، ولذا تنهض في كل مرحلة بعض الصراعات وأشكال من التردد وصعوبة الانعتاق من حالة معتادة دامت فترة طويلة .
نقطة التحول في حياتي الشخصية كانت كذلك ، ولم تزل تتذبذب بين مد وجزر . إلا أنني والحمد لله وجدت ذاتي ، تعرفت إليها وحادثتها ، وسامرتها كثيرا . وفي لقائي بها ، وحين رأيتها لأول مرة منذ زمن بعيد لم أتمالك نفسي ، احتضنتها بقوة وأجهشت بالبكاء ، أدركت حينها أنني كنت قاسية عليها طيلة تلك الفترة حين لم أحاول البحث عنها ، وحين كنت أخمن بأنها غير طبيعية .. ولربما مجنونة !
لم أجد أشفى لذاتي من التقبل ، لم أجد حقيقة أكثر سلاما من مسامحتها ، وإن زلت كثيرا ، فمن منا لا يزل ؟!
بلغت درجة طيبة من حبها كما هي ، وأنا راضية عنها حتى هذه اللحظة ، وإن كانت ثمة بقايا رفض تراودني عليها نزعة الكمال الصعبة المزاج .
إنني معها على راحلة الأيام نتقاسم البسمة والدمعة ، تارة تفرحني وتبهجني بانتصاراتها وإنجازاتها ، وتارة تخذلني ، غير أنها جميلة على كل حال . ليس المهم أن ننتصر دوما المهم أن نجد منفذا نتعلم منه في كل جولة .
الكسل والتخاذل والخمول تحكمها طبيعتي المزاجية ، حتى الآن تتقاذفني أمواجها الرتيبة ، غير أني أحاول أن أجد حلا ، إنني أبحث وأقرأ وأستشير وأطبق ما أتعلمه ، وأنا ممتنة لتلميذتي الطيبة ، تطيعني أحيانا ، وتتمرد أحيانا أخرى فأعذرها ، وأسمح لها أن تأخذ هدنة في قراءة رواية أو اللعب بالماء ، أو الخربشة ، أو التنزه ..
عزيزتي..
لا تأخذك نزعة الكمال بعيدا عن ديار التمتع بالحياة ، مهما خذلتك نفسك تبقى طيبة ، وذات معدن براق ، اصقليها بالتقبل ، بالتحفيز ، برسم النهايات الجميلة لتجد الهمة في اتخاذ البدايات ، وإن تعثرت انفضي عنها التراب وتابعي ، وإن سقطت بقوة فانتشليها وابدئي من جديد ، مهما عصفت بك الحياة تبقى هناك نقطة جديدة للبدء .